مجتمع » حريات وحقوق الانسان

تقرير: إماراتيون سلخوا جلود معتقلين وكسروا عظامهم بسجون يمنية

في 2018/08/13

قناة الجزيرة-

كشف تقرير سري أبطاله شخصيات عسكرية عملت مع "التحالف العربي"، الذي تقوده السعودية، في اليمن عن عمليات تعذيب ترقى إلى مستوى الفظائع تعرض لها معتقلون ومخفيون قسريا باليمن في سجون ومعتقلات سرية تديرها الإمارات، جنوبي البلاد، شملت سلخ الجلد، وتكسير العظام، والاغتصاب، والصعق بالكهرباء، مما تسبب في موت عدد من المعتقلين.

وسرد التقرير، الذي أذاعته قناة "الجزيرة" شهادات لمحتجزين سابقين، وكشف عن مواقع وأسماء سجون سرية شبهها بـ"المقابر"، في حضرموت وسقطرى وعدن وأماكن أخرى، حتى خارج اليمن، علاوة على أسماء وكنيات لجلادين يتبين منها أن معظمهم إماراتيون.

وأشار إلى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في السجون، ومن بينها الاغتصاب بأجهزة أو بعصِي أو مباشرة عبر الأفراد، والصعق بالكهرباء في مناطق الصدر والإبطين والعضو الذكري، إضافة إلى الجلد بالعصي والأسياخ والكابلات والعقال.

ووفقا للتقرير، يعمد الجلادون إلى تعليق المعتقلين في الهواء، ووضع الشطة والملح على الجروح المفتوحة، والحرمان من النوم أو الأدوية، والصفع والركل، وصب الماء البارد على الجسد، والسب والشتم.

أما في السجون السرية التي يشرف عليها مدير أمن محافظة عدن "شلال علي شائع"، الموالي للإمارات، فيخضع المعتقلون لجلسات تعذيب شديدة تشمل سلخ الجلد بأسياخ حديدية ومطارق، والصعق بالكهرباء وتهشيم العظام بالحجارة.

كما يخضع أولئك لإحراق الجسد بالبلاستيك الذائب، ووضع المعتقل في حيز ضيق يسمى "الضغاطة"، والضغط على الخصيتين بواسطة قيود بلاستيكية، وغرس الإبر تحت الأظافر.

وكان يشرف على التعذيب في سجون "شلال شائع" شخص يدعى "عوض رشاد" ويُلقب بـ"الوحش".

ويقول التقرير إنه متورط بعمليات قتل معتقلين، وإنه جرى إخفاؤه أو تصفيته مؤخرا لما يمتلكه من أسرار، وتم تكليفُ شخص آخر يدعى "علي الإماراتي".

ويسرد التقرير في إحدى صفحاته أسماء 47 معتقلا قضوا في السجون بسبب التعذيب.،وقال إن 19 منهم يتحمل مسؤوليتهم القيادي في الحزام الأمني الموالي للإمارات "يسران المقطري"، في حين يتحمل التحالف مسؤولية 6 قتلى.

ويورد التقرير أسماء ومواقع 5 مقابر لدفن القتلى، إضافة إلى أسماء 26 مفقودا لم يعرف مصيرهم، بينهم 3 قال إنهم أجانب.

ويرصد التقرير 27 سجنا قديما وجديدا تتوزع في عدن وحضرموت وسقطرى، وجزيرة ميون على مضيق باب المندب، إضافة إلى سجن يقع في إريتريا حيث تمتلك الإمارات قاعدة عسكرية هناك.

وجمع التقرير أسماء وكنى 9 جلادين ضمن المسؤولين عن التعذيب، ومن بينهم أشخاص يبدو أن ألقابهم تشير إلى جنسياتهم الإماراتية، مثل "الشحي" و"البلوشي".

كما يستعرض كنى أو أسماء 22 محققا مر عليهم المعتقلون، بينهم محققة أمريكية ومحقق سوداني وآخر سعودي، إضافة إلى محققين إماراتيين.

وفي 12 يوليو/تموز الماضي، اتهمت "منظمة العفو الدولية" دولة الإمارات والقوات اليمنية المتحالفة معها، بتعذيب محتجزين في شبكة من السجون السرية بجنوبي اليمن، مطالِبة بالتحقيق في هذه الانتهاكات، التي وصفتها بـ"جرائم حرب".

وقالت المنظمة، في بيان، إن "تحقيقا أجري بين مارس/آذار 2016 ومايو/أيار 2018 في محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت جنوبي اليمن، وثق استخداما واسع النطاق للتعذيب وغيره من أساليب المعاملة السيئة في منشآت يمنية وإماراتية، من ضمنها الضرب والصدمات الكهربائية والعنف الجنسي".