مجتمع » حريات وحقوق الانسان

عزل وتعذيب.. الإمارات حجبت الشمس عن أكاديمي بريطاني

في 2018/11/24

الغارديان البريطانية- ترجمة الخليج أونلاين-

كشفت دانييلا تيخادا، زوجة الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدغر، الذي حكمت عليه الإمارات بالسجن المؤبّد، تفاصيل ما تعرّض له خلال 6 أشهر من الاعتقال، مؤكّدة أنه تعرّض لاستجواب قاسٍ وتعذيب داخل حبس انفرادي ولم يكن يرى الشمس.

وقالت تيخادا لصحيفة الغارديان، إن زوجها حُكم عليه بالمؤبّد في جلسة استمرّت 5 دقائق فقط، حيث أبلغه القضاة بأنه متهم بالتجسّس لصالح جهاز المخابرات البريطاني، مشيرة إلى أنها غادرت الإمارات بعد صدور الحكم خوفاً على سلامتها.

وعقب تصريح السفير الإماراتي في لندن، سلمان المزروعي، بأن حكومته تدرس طعناً، شكّكت تيخادا بإمكانية ذلك، مؤكّدة عدم وجود أي إجراءات قانونية فيما يتعلّق بقضية زوجها.

وقالت: "بعد وصولي إلى لندن (قبل أيام) بدأت بمخاطبة الصحفيين والمسؤولين من أجل إطلاق سراح زوجي الذي يتعرّض لمعاملة سيئة، ولا يُسمح له بالاستحمام سوى مرة واحدة كل أسبوعين".

وعن حادثة اعتقاله تقول: "في 5 مايو الماضي، وبينما كنّا نخطّط لقضاء حفلة شواء مع الأصدقاء، تلقّيت اتصالاً من والدة زوجي في دبي، وأخبرتني بأن السلطات الإماراتية اعتقلته".

وتضيف: "عقب ذلك بنحو ساعة، أبلغت وزارة الخارجية البريطانية، لكنها اندهشت عندما تم إبلاغها بأنها لن تكون قادرة على فعل أي شيء قبل أن تتلقّى تقريراً رسمياً من السلطات الإماراتية، وهو الأمر الذي قد يستغرق 48 ساعة".

واستطردت زوجة المواطن البريطاني: "التقرير الإماراتي امتدّ أياماً وأسابيع، ولم ترد (أبوظبي) بأي كلمة، سوى مكالمة تلقّتها والدته استمرّت دقيقتين، عرفت من خلالها أنه ما زال على قيد الحياة".

وبعد 3 أشهر من اعتقاله، كما تقول تيخادا، سُمح لها بمقابلته لمدة 45 دقيقة، في مقر الشرطة بأبوظبي: "لقد تغيّر تماماً؛ كان شاحباً ويرتجف، لم يرَ ضوء الشمس منذ شهور، لقد تحطّم قلبي، كان يُعامل بابتذال، كان خائفاً".

وأضافت في شرح حالته الصعبة: "لقد تم كسره تماماً خلال الحبس، كان محبوساً داخل حبس انفرادي، وينام على الأرض، ولا يُسمح له بالاستحمام إلا مرة كل أسبوعين".

بعد ذلك، وتحديداً في التاسع والعشرين من أكتوبر، سُمح له بالخروج من السجن مع منعه من السفر، وشرط الحضور إلى جلسة استماع للمحكمة، في 21 نوفمبر الجاري.

وعادت تيخادا إلى الإمارات لمقابلته، وأمضت أسبوعين مع زوجها، قبل نقله مرة أخرى للمحكمة. وكان آخر اتصال هاتفي معه يوم الخميس الماضي، ولمدة خمس دقائق.

وتقول هنا: "اتصل بي بشكل غير متوقّع، لم يكن بحالة جيدة، كان صوته يهتزّ، كان على وشك البكاء، لقد حكموا عليه بالسجن المؤبّد. آمل أن تعلم الإمارات أن زوجي ليس جاسوساً، هو مجرد أكاديمي ولم يكن يحمل أي نوايا سيئة".

والأربعاء الماضي، قضت محكمة إماراتية بالسجن المؤبّد على الباحث البريطاني ماثيو هيدغز، الذي تتهمه أبوظبي بـ"التجسس"، في حين اعتبرت خارجية بريطانيا أن ذلك سيكون له تداعيات.

وأثار القرار الإماراتي ردود فعل غاضبة لدى الحكومة البريطانية، التي قالت إن هذا الأمر سيكون له تداعيات على العلاقات بين البلدين.

ومنذ اللحظات الأولى للنطق بالحكم ضد هيدغز ، تعالت أصوات في بريطانيا لمقاطعة الإمارات على كل الأصعدة، خاصةً العلاقات الدبلوماسية، وحركة السياح.

وبعد الحكم عبّرت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، عن خيبة أمل بلادها إزاء الحكم، وقالت: "نشعر بخيبة أمل شديدة وقلق، ونناقش الأمر مع السلطات الإماراتية على أعلى مستوى".