مجتمع » حريات وحقوق الانسان

"فتاة تايلاند"– قصة سعودية هربت بحثاً عن حريتها

في 2019/01/09

DW- عربية-
مع إعلان هروبها عبر موقع "تويتر"، لاقت قصة الفتاة السعودية رهف محمد، تفاعلاً واسعاً على الصعيد المحلي والدولي. في حين تضامن معها عدد من النشطاء، الذين اعتبروا قضيتها نتاج مجتمع تعاني فيه المرأة. فيما انتقد آخرون تصرفها.

منذ تغريدتها الأولى على موقع "تويتر" وإعلانها عبر مقطع فيديو مرفق اثبت من خلالهما هويتها الشخصية وحقيقة احتجازها بشكل قسري في بانكوك، وقضية الشابة السعودية رهف محمد مطلق القنون، البالغة من العمر 18 عاماً، تشغل الرأي العام العربي والعالمي. ونقلاً عن وسائل إعلام قول الفتاة أنها كانت متوجهة إلى استراليا من أجل طلب اللجوء هناك، حيث توقفت الطائرة التي سافرت على متنها من الكويت في بانكوك حيث تم توقيفها. وأفادت مصادر أن "الفتاة فرت من عائلتها لتجنب الزواج وهي قلقة من احتمال تعرضها لمتاعب في حال عودتها إلى السعودية".

ولا تزال رهف، التي أُوقفت أمس الأحد في مطار بانكوك، موجودة حالياً في فندق المطار، بحسب مدير الهجرة في تايلاند سوراشات  هاكبارن. وقامت الفتاة باحتجاز نفسها  داخل غرفتها بالفندق، مطالبة بمقابلة ممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التعابعة للأمم المتحدة، وكتبت على "تويتر" اليوم:" ادعو جميع الأشخاص الموجودين في منطقة الترانزيت في بانكوك إلى الاحتجاج على ترحيلي". وفي مقطع فيديو منشور على نفس الموقع:" تُظهر رهف كيف حصنت نفسها بواسطة طاولة وضعتها خلف باب غرفتها في فندق المطار". قضية الفتاة لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص على موقع "تويتر"، الذي استخدمته الفتاة من أجل  التعريف بقصتها طلب المساعدة.

"فتاة تايلاند" نتاج مجتمع يضطهد المرأة

وتفاعل العديد من المُغردين على موقع "تويتر" تحت هاشتاغ #فتاة_تايلاند و هاشتاغ #SaveRahaf مع قضية رهف، وذهب البعض منهم إلى اعتبار هذه الحادثة وحوادث هروب فتيات سعوديات أخريات، بمثابة ظاهرة تحتاج إلى  ضرورة إعادة النظر في حقوق المرأة في المملكة و العمل على تمكينها، مثل ما كتب طلال بن سعد في تغريدة له، أعاد نشرها المغرد أبو سعود، معلقاً:" طلال اختصر بكلمتين ما قاله من معهم بمقال".

تحت نفس الهاشتاغ كتبت روان:" إن رهف ومعظم النساء يعانين من الظلم والعبودية، ونريد أن يساعدنا العالم على رفع صوتنا".

حتى من داخل السعودية أعلنت نساء سعوديات، تضامنهن مع الفتاة، ومن بينهن ميسون الهاشمي، التي تناولت في تغريدة لها قضية رهف وعبرت عن تضامنها مع الفتاة، التي قالت أنها "قد بلغت السن القانوني ومن حقها أن تختار كيف تعيش حياتها وأن تهاجر لو أرادت ذلك".

وتوالى سيل التغريدات المطالبة بإنقاذ رهف، وعدم ترحيلها إلى السعودية حفاظاً على سلامتها وأيضاً إلى الحديث عن معناة الفتيات والنساء في السعودية من وطنهن، مثل ما كتبت آنستو في تغريدتها التالية:" في وطني، مجتمع لا يشبهني، ممارسات دينيه اجباريه لا تمثل عقيدتي، ترابط اجتماعي هش مليء بالمنازعات والكذب والرياء، مدارس، افكار، فتاوى، ممارسات لا أخلاقية .. كلها ضد المرأة كلها نتج عنها #فتاة_تايلاند والكثير اللي ما سمعنا بقصصهم وهي أعظم".

وأضافت :"اتفهم شعور كل فتاه في السعوديه لماذا تطلب اللجوء أو تحاول الهرب من مجتمعها #فتاه_تايلند كلنا فكرنا بالهروب لكن لم نستطع فعلها! .. الله يحميك وينجيك، قلوبنا معاك".

مغردات أخريات أعلن تضامنهن مع الفتاة السعودية وأطلقن هاشتاغ  بعنوان #سعوديات_نطلب_اسقاط_الولايه911، وانتقدن من خلاله وضع المرأة في السعودية وفي هذا الصدد كتبت إحدى المغردات:" الوضع مخيف، نحن مجرد شيء مملوك، ليس لدينا أي خيار، غير الذي يقرره أهالينا بمساعدة الدولة. هذا الي يحدث يساعد على الظلم..."

وعلى الصعيد الدولي وفي إطار تفاعل قضية رهف والقلق حول مصيرها، نشر سفير ألمانيا لدى تايلاند تغريدة على موقع "تويتر" أعرب فيها عن قلقه الشديد حول مصيرها وأن السفارة الألمانية تتواصل مع السلطات التايلاندية وسفارات الدول المعنية. من جهتها طالبت منظمة العفو الدولية بعد السماح بترحيل رهف إلى السعودية و إعادتها إلى عائلتها، لأنها تخشى تعرضها للخطر والمعاقبة القانونية بسبب مخالفة قانون الوصاية.

هجوم بنات جنسها

وإلى جانب حملات الدعم والتفاعل الواسع، اللذان حظت به قضية الفتاة السعودية، خلق موضوع هروبها، ردود أفعال متضاربة داخل السعودية، إذ ذهبت مجموعة من المغردين إلى انتقاد تصرف  الفتاة و كتابة تغريدات تحت نفس الهاشتاغ  #فتاة_تايلاند تدعو  إلى استخدام العنف معها ومعها غيرها من البنات ممن يحذون حذوها، وفي هذا الصدد كتب سعودي وافتخر تغريدة، قال فيها بأن "مفهوم البنات عن الحرية هو مفهوم خاطئ و دعا الأهل إلى الإبلاغ عن بناتهن في حالة فقدن السيطرة عليهن".

 أما بعض المغردين فاتجه إلى التأكيد على تمتع السعوديات بكامل حقوقهن في الوقت الراهن وأن إقدام الفتاة السعودية، رهف محمد مطلق القنون على الهروب من والديها واللجوء إلى بلد آخر، من أجل التحرر، هو "مجرد وهم تعيشه  في خيالها فقط، وأن الفتيات السعوديات يعشن في وطنهن الآن بكل حرية وسعادة وحقوق".

ولم تسلم الفتاة السعودية من انتقاد وهجوم بنات جنسها عليها أيضاً، إذ ألقت إحدى المغردات، وتُدعى عابره، اللوم على أهل الفتاة وزعمت بأن "الفتاة تفتقر إلى التربية  الجيدة، لأن أهلها أولو تربيتها إلى الخادمات والمربيات، بدلاً عنهم".

ويُذكر أن السلطات التايلاندية تراجعت اليوم الاثنين (السابع من كانون الثاني/ يناير) عن خططها لترحيل الشابة السعودية رهف محمد القنون بسبب مخاوف على سلامتها. وقال رئيس مصلحة الهجرة التايلاندية سوراتشات هاكبارن للصحفيين "الرحلة صباح اليوم كانت عبر الخطوط الجوية الكويتية لإعادتها للسعودية". وأضاف للصحفيين أنه سيلتقي بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت لاحق اليوم لبحث خطط رهف لطلب اللجوء.