مجتمع » حريات وحقوق الانسان

شقيقة الهذلول: سعود القحطاني أشرف على تعذيب "لجين"

في 2019/01/14

متابعات-

طالبت علياء الهذلول، شقيقة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، وزير خارجية الولايات المتحدة، مايك بومبيو، بأن يضع على جدول أعمال زيارته للرياض المطالبة بمناقشة ملف قضايا المسجونين والمعتقلين من قبل السلطات السعودية.

وأوضحت الهذلول في مقال لها بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه عندما سيزور بومبيو السعودية، اليوم الأحد، فإنه سيناقش ملفات اليمن وإيران وسوريا وآخر تفاصيل قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، و"المدهش أنه لم يدرج على جدول أعماله الناشطات السعوديات المعتقلات في سجون المملكة بحثاً عن حقوق أو كرامة".

وأضافت: إن "حالة اللامبالاة التي يشعر بها بومبيو حيال تلك القضية تمسني بشكل مباشر، لأن واحدة من النساء اللائي تم احتجازهن هي لجين الهذلول، أختي التي عملت بلا كلل للدفاع عن حق المرأة السعودية بقيادة السيارة".

تقول علياء إنه في أواخر نوفمبر الماضي أفادت عدة صحف أن هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، أكدتا تعرض الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية من الذكور والإناث للتعذيب، وأن بعض التقارير أكدت تعرضهم لاعتداءات جنسية.

وتابعت: "في ديسمبر الماضي زار والداي لجين، سألاها عن تقارير التعذيب، لم تتمالك نفسها وانهارت بالبكاء، وقالت إنها تعرضت للتعذيب بين مايو وأغسطس عندما لم يُسمح لهما بالزيارة".

وتنقل علياء عن شقيقتها قولها إنها حبست انفرادياً، وضُربت وغُمرت بالماء وصُعقت بالكهرباء وتعرضت للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب والقتل، ثم "رأى والداي أن فخذيها قد أسودا بسبب الكدمات".

تقول علياء الهذلول: "إن سعود القحطاني، المستشار الملكي، كان حاضراً في عدة مرات عندما كان يتم تعذيب لجين، وفي بعض الأحيان كان يضحك" كما تنقل علياء عن شقيقتها لجين أنه هددها بالاغتصاب وبقتلها ورمي جثتها في شبكة الصرف الصحي!

وأضافت علياء نقلاً عن شقيقتها المعتقلة أنه كان على جانب القحطاني ستة رجال يحضرون التعذيب، وأنها تعرضت للتعذيب طيلة ليلة كاملة خلال شهر رمضان، كما أجبروا لجين على تناول الطعام معهم حتى بعد شروق الشمس في أيام رمضان، وكان أحد الرجال يقول للجين: "لا أحد فوقنا.. ولا حتى الله".

وتقول علياء: "كنت أتمنى أن أكتب هذه الكلمات باللغة العربية في جريدة سعودية، ولكن بعد اعتقال لجين نشرت وسائل الإعلام السعودية صورتها ووصفتها بالخائنة، نفس تلك الصحف أخفت أسماء وصور الرجال الذين قد يواجهون عقوبة الإعدام بسبب مقتل خاشقجي".

وتتابع علياء الهذلول: "أعيش في بروكسل، وبتاريخ 15 مايو الماضي تلقيت رسالة من عائلتي مفادها أنه تم اعتقال لجين من منزلنا في الرياض حيث كانت تعيش، صُدمت وصُدمت أكثر لكون الاعتقال جاء قبل شهر من رفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارة".

وأوضحت قائلة: "منذ ذلك التاريخ ونحن لا نعرف سبب اعتقالها ومكان احتجازها، وبينما قامت وسائل إعلام سعودية بتوجيه تهم لها ولنساء أخريات بأنهن من جماعة الإخوان المسلمين، قالت صحيفة مقربة من السلطة إنه سيحكم عليهن بالسجن لمدة قد تصل إلى 20 عاماً، أو ربما يواجهن حكماً بالإعدام".

وتسرد علياء الهذلول جانباً من سيرة أختها المعتقلة، مشيرة إلى أنها اعتقلت أول مرة في ديسمبر عام 2014، بعد أن حاولت قيادة السيارة من الإمارات إلى السعودية، وبعد أكثر من 70 يوماً تم الإ فراج عنها ومنعت من السفر لعدة أشهر، وفي سبتمبر 2017 أعلنت الحكومة السعودية رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في يونيو 2018، "حينها تلقت لجين اتصالاً هاتفياً من مسؤول في البلاط الملكي يمنعها من التعليق بأي تصريح بخصوص هذه القضية".

وألقي القبض لأول مرة في ديسمبر 2014 بعد أن حاولت القيادة من الإمارات العربية المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، تم إطلاق سراحها بعد أكثر من 70 يوماً في السجن ووضعها تحت حظر السفر لعدة أشهر، بعد ذلك انتقلت لجين إلى الإمارات لنيل شهادة الماجستير في البحث الاجتماعي التطبيقي، لكن في مارس 2018 تم سحبها من قبل رجال الأمن أثناء قيادتها للسيارة، ونُقلت على متن طائرة للسعودية وهناك وضعت في أحد السجون بالرياض، وأفرج عنها بعد أيام قليلة لكنها مُنعت من السفر وتم تحذيرها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وتتابع علياء: "في مايو تم اعتقالها، كنت أعتقد أنه سيطلق سراحها في يونيو، موعد نهاية الحظر على قيادة المرأة للسيارة، حتى جاء ذاك اليوم المجيد وكنت سعيدة برؤية السعوديات وراء مقود السيارة، لكن لم يتم إطلاق سراح لجين، كنت صامتة على أمل أن يكون صمتي سبباً لحمايتها، خاصة أن السعودية صارت تنظر لأي شخص ناقد على أنه خائن، نعم لم تكن السعودية دولة ديمقراطية لكنها لم تكن دولة بوليسية أيضاً".

وتضيف علياء أنها طيلة فترة احتجازها، ما بين مايو وسبتمبر، لم يكن بالإمكان زيارتها، وسمح لها فقط بمكالمات قصيرة قالت ذات مرة إنها محتجزة في فندق، وعندما سئلت إن كانت في فندق الريتز ضحكت وقالت نعم إنها في فندق ولكن ليس الريتز.

في أغسطس تم نقل لجين إلى سجن دابان في جدة وتم السماح لوالديها بزيارتها، كما تقول شقيقتها إنه كانت هناك زيارة واحدة في الشهر، ويقول والدا لجين إنها كانت تهتز دون أن تتمكن من السيطرة على نفسها، ولم تكن قادرة على الاحتفاظ بقبضتها ولا على المشي أو الجلوس بشكل طبيعي، مضيفة: "كانت تقول لوالدي إن ذلك بسبب التكييف. كانت تحاول أن تطمئنهم أنها ستكون بخير".

وتتابع شقيقة لجين الهذلول: "بعد مقتل خاشقجي في أكتوبر الماضي، قرأت تقارير عديدة تقول إن السلطات السعودية عذبت المحتجزين بفندق الريتز كارلتون، ومنذ ذلك الحين وأنا أتلقى اتصالات هاتفية من أصدقاء وأقارب عمَّا إذا كانت لجين قد تعرضت للتعذيب هي الأخرى".

وأضافت: "لقد صُدمت عندما سمعت تلك الأخبار، تساءلت كيف يمكن للناس أن يفكروا في تعذيب امرأة في السعودية؟! كنت أعتقد أن القوانين الاجتماعية للمجتمع السعودي لن تسمح بذلك".

وتختم شقيقة لجين مقالها بالقول: "أنا اليوم ممزقة أكتب من الوجع، خائفة من التكلم عن محنة لجين لأن ذلك قد يؤذيها، لكن هذه الشهور الطويلة التي مرت وغياب الأمل لم يؤدِ إلا إلى مزيد من اليأس، خاصة بعد أن تم حظر سفر والدي اللذين يعيشان في السعودية".