مجتمع » حريات وحقوق الانسان

الخوف من القتل يمنع السعوديات من التمرد

في 2019/01/19

أسوشيتد برس- ترجمة إسلام الراجحي-

"أعلم أن هناك نساء سيئات الحظ اختفتن بعد محاولتهن الهرب أو لا يستطيعن تغيير واقعهن".. هكذا نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن الباحثة السعودية "هالة الدوسري"، متحدثة عن واقع السعوديات وعدم تمكنهن من التمرد خوفا من القتل.

وفي تقرير لها، سلطت الوكالة الأمريكية، الضوء على تمرد السعوديات على نظام الوصاية في المملكة، مشيرة إلى أن ما يمنعهن من تكرار ما قامت به "رهف القنون" التي فرت إلى كندا بعد تغيير دينها، و"نجود المنديل" التي شكت على "تويتر" تعنيفها أسريا، هو خوفهن من القتل على أيدي أقاربهن.

وحسب التقرير، فإن الهروب الناجح لـ"رهف"، إلى كندا، أثار تكهنات بأنه سيلهم أخريات لفعل الأمر نفسه، لكن مع ذلك، تبقى هناك روادع قوية، فإذا تم القبض عليهن، ستواجه الهاربات الموت المحتمل على يد أقاربهن بسبب ما يعتبرونه عاراً على العائلة.

وجذبت قضية "القنون" على وسائل التواصل الاجتماعي الاهتمام الدولي، مما ساعدها على قصر مسار الطريق المعقدة عادة إلى اللجوء، وبعد أسبوع، وصلت إلى كندا، لتنشر صورها وهي تشرب النبيذ وتأكل لحم الخنزير المقدد، وترتدي ثوبا فوق الركبتين.

وأشارت الوكالة إلى أن قضية "نجود"، التي لجأت إلى وسائل الإعلام الاجتماعية لحمايتها من والدها، تختلف عن "رهف"، فهي لم تفر من المملكة، ولم تكشف عن وجهها، وقدمت فقط نداءها للمساعدة على "تويتر" باللغة العربية.

ونشرت "نجود"، تسجيلا صوتيا، على "تويتر"، اشتكت فيه أن والدها ضربها وحرقها، على شيء تافه، قبل أن تعلن نجاحها في الهرب عبر نافذة غرفة نومها.

وبعد أن اكتسبت قصتها بعض النجاح على الإنترنت، حصلت على وعد من خلال خط ساخن للحماية، قبل أن تتوصل إليها النيابة، وتضعها في ملجأ للإيذاء المنزلي، ولكنها اشتكت من قيود المأوى على تحركاتها.

ورغم أن الظروف مختلفة، فإن ادعاءات الإساءة من قبل المرأتين تعكس معاناة سعوديات أخريات استخدمن وسائل الإعلام الاجتماعية للإعلان عن هروبهن، حيث تتمرد النساء السعوديات، على نظام الوصاية في المملكة.

واستطردت الوكالة أن السعوديات الهاربات من عائلاتهن يتحدين نظاماً يمنح الرجال الوصاية على حياة النساء، موضحة أن هذا النظام يبدأ في المنزل، حيث يجب على النساء أن يطعن الآباء والأزواج والأشقاء، وخارج المنزل، يتم تطبيقه على المواطنين، وغالباً ما يشار إليهم كأبناء وبنات من قبل الحكام السعوديين الذين يطلبون الطاعة.

وحسب الباحثة والناشطة السعودية "هالة الدوسري"، فإن "نظام الوصاية الرجعي يكرر نموذج حكم العائلة الحاكمة، الذي يطلب الطاعة الكاملة للملك، وهو يملك السلطة المطلقة في صنع القرار".

وأضافت: "هذا هو السبب في حرص الدولة على الحفاظ على سلطة المواطنين الذكور على النساء لضمان ولائهم، وهذا النظام الهرمي للهيمنة يستلزم إخضاع النساء".

ونقلت الوكالة أيضا عن "شهد المحيميد"، التي فرت من عائلتها في السعودية قبل عامين، قولها إن "الخوف هو رادع قوي أمام التفكير في الهروب".

وأضافت "شهد"، التي تعيش الآن في السويد: "عندما تقرر فتاة سعودية الهرب، فهذا يعني أنها قررت أن تضع حياتها على المحك وتتخذ خطوة محفوفة بالمخاطر للغاية".

وتابعت "شهد": "تويتر هو المكان الذي تستطيع فيه السعوديات تبادل القصص وعرض معانتهن".

ووفقاً للإحصاءات الحكومية، حاولت 577 امرأة سعودية على الأقل الهروب من منازلهن داخل البلاد في عام 2015، رغم أن الرقم الفعلي يرجح أنه أعلى.

ولا توجد إحصائيات حول محاولات الهروب أو النجاح في الخارج.

وتحتجز السلطات السعودية، منذ مايو/أيار الماضي، أكثر من 12 من ناشطي حقوق المرأة في المملكة، أغلبهن من النساء، لتكرار مطالبتهم بوقف نظام الوصاية على المرأة.

وبغض النظر عن سنهن، يجب أن تحصل المرأة في السعودية على موافقة قريب ذكر للحصول على جواز سفر أو سفر أو زواج.

وفي الماضي، كان تصريح السفر عبارة عن وثيقة ورقية صادرة عن وزارة الداخلية ويوقع عليها قريب ذكر، إما اليوم، فيقوم الرجال السعوديون بتحميل تطبيق على الجوال يخطرهم برغبة المرأة في السفر، ومن خلاله يمكن للرجال منح أو رفض الإذن للمرأة بالسفر.