مجتمع » حريات وحقوق الانسان

العفو الدولية: تضاعف أعداد اللاجئين السعوديين بسبب القمع والوصاية

في 2019/02/18

DW- عربية-

كشفت منظمة العفو الدولية بأن أعداد السعوديين المتقدمين بطلبات لجوء على مستوى العالم آخذة في الزيادة، وتأتي النساء الهاربات من نظام الوصاية المفروض عليهن في المملكة المحافظة في مقدمة السعوديين الباحثين عن اللجوء.

صرح متحدث باسم منظمة العفو الدولية أن عدد السعوديين المتقدمين بطلبات لجوء على مستوى العالم تضاعف ثلاث مرات في عام، 2017 مشيراً إلى "أن العدد المتنامي لطالبي اللجوء السعوديين وقمع ناشطين ومنتقدين للحكومة، تعد علامة تحذيرية لوضع حرية الرأي في المملكة". غير أن نسبة طلبات اللجوء المقدمة في ألمانيا من سعوديين في العام الماضي تعد ضئيلة قياساً إلى إجمالي عدد الطلبات التي تلقتها السلطات الألمانية في ذلك العام والبالغة نحو 130 ألف طلب.

وحسب بيانات الهيئة الأوروبية للإحصاء (يوروستات)، فإن عدد السعوديين الذين تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغ نحو 160 شخصا، وبلغ هذا العدد نحو 700 شخص على مستوى أوروبا خلال الأعوام الأربعة الماضية. هذا فيما كان يندر في الأعوام قبل 2014 أن يتقدم سعوديون بطلبات لجوء.

تطبيق "أبشر"

تروي إحدى اللاجئات السعوديات كييف استطاعت استغلال تطبيق "أبشر" على الهواتف الذكية للفرار من بلدها. والتطبيق، الذي أدخلته وزارة الداخلية السعودية عام 2015، ينذر الرجال عند سفر النساء. وتقول الفتاة السعودية، التي طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إنها تمكنت من تسجيل الدخول في هاتف والدها الجوال وأعطت لنفسها الموافقة على السفر.

وقبل أيام حثّ البرلمان الأوروبي السلطات السعودية على إنهاء نظام وصاية الرجل على المرأة الذي يلزم النساء بطلب الإذن من الأوصياء عليهن في أمور مثل الزواج والسفر، وقال إن النظام وقواعد أخرى تحط من قدر النساء وتحيلهن إلى مواطنات من الدرجة الثانية. وعبّر النواب أيضاً عن قلقهم إزاء "خدمات الإنترنت الحكومية" (تطبيق أبشر) التي تسمح للأوصياء بملاحقة النساء عندما يعبرن الحدود.

واليوم السبت قالت وزارة الداخلية السعودية إن "الوزارة تعرب عن استنكارها الشديد للحملة المُغرضة المنظمة التي تسعى للتشكيك في غايات تطبيق خدمة أبشر الذي يتم توفيره على الهواتف الذكية لتسهيل وتيسير تقديم خدماتها للمستفيدين منها"، مؤكدة رفضها للمحاولات الرامية لتسييس الاستخدام النظامي للأدوات التقنية، على حد تعبيرها.

وقالت الوزارة إنها قامت اليوم بإصدار البيان رداً على" ما يتم تداوله عن تطبيق خدمات أبشر، من مزاعم بكونه أداة رقابية وذلك في محاولة لتعطيل الاستفادة من أكثر من 160 خدمة إجرائية مختلفة يوفرها التطبيق لكافة شرائح المجتمع بالمملكة من مواطنين ومقيمين بمن فيهم من النساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين تمثل الخدمات الحكومية الإلكترونية وسيلة أساسية ومباشرة لهم لتنفيذ الإجراءات الخاصة بهم بأي وقت ومن أي مكان".

بقي أن نشير إلى أنه ورغم تراجع استخدام نظام وصاية الرجل مع مرور السنين، إلا أنه ما زال مطبقاً. ويوجب النظام أن يكون لكل امرأة سعودية وصي من الرجال، وهو عادة الأب أو الزوج وأحيانا العم أو الشقيق أو حتى الابن، تكون موافقته مطلوبة للزواج أو الحصول على جواز سفر أو السفر إلى الخارج.