مجتمع » حريات وحقوق الانسان

السعودية تعذب مواطناً أمريكياً.. فمتى يتحرك ترامب؟

في 2019/03/05

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - ترجمة منال حميد -

تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن الوقت الذي يمكن أن يتحرك فيه الرئيس دونالد ترامب، بعد ثبوت قيام السعودية بتعذيب المواطن الأمريكي وليد فتيحي، المحتجز منذ نوفمبر 2017.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إنه قبل اغتياله في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، في أكتوبر الماضي، تساءل الصحفي المغدور جمال خاشقجي عن السبب في قيام السعودية باحتجاز طبيب بارز يُدعى وليد فتيحي، الأمريكي من أصل سعودي، خلال حملة الاعتقالات التي نفّذها ولي العهد محمد بن سلمان، في نوفمبر 2017، حيث احتُجز مع مجموعة من رجال الأعمال البارزين في فندق الريتز كارلتون في إطار حملة ضد الفساد.

خاشقجي طرح التساؤل عبر حسابه على تويتر، قائلاً: "كيف يمكن القبض على شخص مثل وليد فتيحي ولأي سبب؟"، مضيفاً: "مع عدم وجود قنوات واضحة، وعدم وجود مدّعٍ عام للإجابة عن هذه الأسئلة والتحقّق من التهم، فإن كل شخص يُصاب بالرعب والعجز".

اليوم، تقول الصحيفة، لم يعد خاشقجي قادراً على طرح مثل هذه الأسئلة الصعبة؛ فقد اغتيل في القنصلية السعودية بإسطنبول من قبل فرقة خاصة، تقول التقارير الاستخبارية إنها تابعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو من أرسلها، ولكن سؤال خاشقجي لا يزال قائماً؛ فالسيد وليد فتيحي ما يزال في السجن ولا أحد يعرف سبب اعتقاله على وجه التحديد، رغم أن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن أحد أصدقائه قوله إن وليد فتيحي يتعرّض لضغوط من أجل تقديم أدلة ضد أحد أقاربه.

تعرّض فتيحي للتعذيب، حيث قالت أسرته إنه ضُرب أثناء احتجازه في فندق الريتز كارلتون، وتم عصب عينيه وتجريده من ملابسه وتقييده على الكرسي، كما تعرّض للصعق بالكهرباء وجلده، لدرجة أنه لم يتمكّن من النوم على ظهره لعدة أيام، بحسب تقرير نيويورك تايمز.

محاميه كتب لوزارة الخارجية الأمريكية يقول إنه يخشى على حياته، وإنه يرغب في تقديم المساعدة له، فهو حالياً في المستشفى بعد أن عانى من انهيار عصبي.

فتيحي، كما تقول "واشنطن بوست"، حصل على شهادة الطب من جامعة جورج واشنطن، وحاصل على درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة هارفارد.

إلى ذلك يشنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حملة لسحق كل الأصوات المعارضة، حيث أعلن المدعي العام السعودي توجيه اتهامات لمجموعة من الناشطات اللواتي كن يقمن بحملة لإعطاء المرأة حق قيادة السيارة، رغم أن بن سلمان منح المرأة السعودية هذا الحق.

وتقول تقارير منظمة العفو الدولية إن الناشطات تعرّضن للتعذيب والإيذاء الجسدي والجنسي رغم أنهن لم يفعلن شيئاً خاطئاً، مطالبة بالإفراج الفوري عنهن دون قيد أو شرط.

مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قال الأحد الماضي، إن واشنطن ستلاحق كل شخص متورط بجريمة اغتيال خاشقجي.

لكن على الرغم من هذه التصريحات، فإن الطبيب الذي يحمل الجنسية الأمريكية لا يزال تحت التعذيب والاحتجاز بدون تهمة، بينما لا يبدو الرئيس ترامب وإدارته، ومن ضمنها صهره ومستشاره جاريد كوشنر، الذي اجتمع الأسبوع الماضي مع ولي العهد، يرفضون مثل هذه التصرّفات، ومن ثم فإن هؤلاء لا يعكسون أفضل ما في الولايات المتحدة.