مجتمع » حريات وحقوق الانسان

أين الشيخة لطيفة؟.. منظمات حقوقية تطلب زيارتها ودبي تتجاهل

في 2019/03/06

متابعات-

طلبت منظمات حقوقية دولية السماح لها بزيارة الشيخة "لطيفة"، نجلة حاكم دبي "محمد بن راشد"، التي أعيدت إلى بلادها عنوة خلال محاولتها الهرب قبل نحو عام، للتأكد من وضعها والاطمئنان حول مصيرها، لكن دبي قابلت هذه المطالب حتى الآن بالصمت والتجاهل، وفق تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وفي تقريرها المنشور، الثلاثاء، نقلت الصحيفة عن منظمات حقوقية قلقها على وضع الأميرة التي لم يعرف ماذا حدث لها منذ القبض عليها في مارس/آذار 2018، ثم ظهورها المفاجئ بجوار المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة "ماري روبنسون"، خلال لقاء جمعهما في دبي، وفقما نشرت الخارجية الإماراتية.

والتقت "ماري" بالشيخة "لطيفة" (33 عاما) في دبي، منتصف ديسمبر/كانون الأول، بناء على طلب أسرتها. وقالت الخارجية الإماراتية آنذاك إنه بعد موافقتهما تم عرض صور لهما وهما مجتمعتان، مضيفة أنه خلال زيارتها لدبي تأكدت مفوضة حقوق الإنسان السابقة أن الشيخة "لطيفة" تحصل على الرعاية والدعم اللازمين.

من جهتها، قالت "هبة زيد الدين"، من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن المنظمة "لا تزال تدعو إلى السماح لها (الشيخة لطيفة) بالخروج إلى بلد آخر، حيث نتأكد من قدرتها على الحديث بحرية بدون خوف".

وانتقدت تصريحات "ماري" قائلة إن الأخيرة "ليست مؤهلة لكي تقدم تقييما عن لطيفة، التي كانت بين أشخاص لعبوا دورا في اختفائها".

في الصدد ذاته، طالبت منظمة "العفو" الدولية السماح لها بزيارة "لطيفة"، على لسان أحد أعضائها، "ديفين كيني"، الذي أوضح: "لم نتلق إجابة من الإمارات، التي لا ترد عادة على أي شيء له علاقة بوضع حقوق الإنسان، وانتهاكات حاولنا الحديث عنها".

وأكد "كيني": "لم تظهر أية معلومات منذ غداء ماري روبنسون مع العائلة المالكة، وهي المرة الأولى والأخيرة التي سُمع فيها عن الشيخة لطيفة منذ اختطافها في البحار العالية".

بدورها، كشفت مديرة جمعية "معتقلي دبي"، "رادها ستيرلينغ"، أن الجمعية التي تتخذ بريطانيا مقرا لها، ستطرح قضية الشيخة "لطيفة" على لجنة الأمم المتحدة المتخصصة في عمليات الإخفاء القسري أثناء اجتماعها المقرر الشهر المقبل.

وقالت: "لقد علمنا نهاية 2018 أن لطيفة حية، وبدت وكأنها تخضع لنوع من العلاج الطبي الذي لم تطلبه أبدا من قبل، ولم تكن قادرة على التواصل أو التحرك بحرية"، مضيفة: "لم تتعاون الإمارات مع تحقيق الأمم المتحدة في قضية الاختطاف ولا يزال التحقيق مستمرا".

وكانت "ماري روبنسون" قالت بعد زيارتها إن "لطيفة" ليست في حالة عقلية جيدة، مضيفة في مقابلة مع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) إن الأميرة كانت مضطربة خلال اللقاء، وقالت لها إنها كانت تتلقى رعاية نفسية.

وتابعت: "عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أن هذه الفتاة تعاني من مشكلات طبية جدية، وتتلقى علاجا نفسيا، ولا يريدون أن تعاني مزيدا بسبب الإعلام".

وفي فيديو بثته باللغة الإنجليزية على "يوتيوب" ومواقع التواصل والإعلام الاجتماعي، أوائل العام الماضي، قالت الأميرة "لطيفة"، التي اختطفت العام الماضي وهي تحاول الهرب عبر البحر وأعيدت بالقوة إلى دبي، إنها تخشى على حياتها، أو أن تتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، إذا فشلت محاولتها في الهرب من دبي على متن يخت "لاستعادة حياتها وحريتها"، على حد قولها.

وذكرت صحف فرنسية أن الأميرة "لطيفة" حاولت الفرار بمساعدة عميل سابق للمخابرات الفرنسية، يدعى "هيرفي جوبير" (62 عاما) يعمل في شركة للغوص في دبي.

وقال "جوبير" إن آخر مرة تحدث فيها إلى "لطيفة" كانت عندما تم جرها من القارب في المحيط الهندي، مضيفا: "لم أسمع عنها منذ ذلك الوقت، وأعتقد أنها تحت المراقبة 7 أيام وعلى مدار الساعة، ولا يسمحون لها الاقتراب من الهاتف".

وأشار إلى أن الهجوم الذي قام به خفر السواحل الهنود في مارس/آذار 2018 على القارب الذي كان يقله هو والشيخة "لطيفة" خلال محاولتها الهرب، كان "عملية عسكرية كاملة، شاركت فيها 3 زوارق عسكرية وطائرة مراقبة"، مضيفا أنه ضُرب على يد السلطات الهندية.

والشيخة "لطيفة" هي ثاني ابنة للشيخ "محمد بن راشد" تحاول الهرب؛ فقد حاولت أختها الكبرى "شمسة" الهرب من قصر والدها عام 2000، وألقي القبض عليها في شوارع كامبريدج. ولم يسمع عنها منذ ذلك الحين.