مجتمع » حريات وحقوق الانسان

في يومهن العالمي.. السعوديات يتعرضن للاضطهاد خلف الأسوار

في 2019/03/09

متابعات-

يوافق الثامن من شهر مارس من كل عام اليوم العالمي للمرأة، حيث يحتفل العالم بالنساء، تقديراً لإنجازاتهن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مجتمعاتهن، في الوقت الذي تواصل فيه السلطات السعودية اعتقال العشرات من النساء بسبب آرائهن.

وبرز هذا اليوم مع ظهور أنشطة الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين في أمريكا الشمالية وبقاع القارة الأوروبية.

غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس يوماً عالمياً للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977.

وأصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن.

وعلى مر السنين عززت الأمم المتحدة ووكالاتها الفنية مشاركة المرأة بوصفها شريكاً للرجل في تحقيق التنمية المستدامة والسلام والأمن واحترام حقوق الإنسان احتراماً كاملاً. 

وتعود قضية تسمية يوم عالمي للمرأة إلى عام 1856، حيث خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف غير الإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات فإن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.

وفي 8 مارس 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود".

وبعدها في عام 1909 عيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيراً بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك.

 وفي 1910 قرر الاجتماع الاشتراكي الدولي في كوبنهاغن اعتبار يوم المرأة يوماً ذا طابع دولي، يراد منه تكريم الحركة الرامية إلى إتاحة الحقوق الإنسانية للنساء، وبناء دعم لتحقيق حق النساء في الاقتراع.

ولقي الاقتراح ترحاباً كبيراً من المؤتمر الذي حضرته أكثر من 100 امرأة من 17 بلداً، بمن فيهن ثلاث نساء كن انتخبن في البرلمان الفنلندي. ومع ذلك لم يُعين يوم محدد لهذه المناسبة.

المرأة تعاني

وفي رسالة بهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن المساواة بين الرجل والمرأة وحقوق المرأة أمران أساسيان لتحقيق تقدم عالمي في السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

وأضاف غوتيريش أن زيادة عدد صانعي القرار من النساء أمر بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن عددهن في الإدارة العليا الحالية للأمم المتحدة هو الأعلى على الإطلاق، وتعهد بالاستمرار في البناء على هذا التقدم.

وعبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تصدر  وسم "يوم المرأة العالمي" قائمة الموقع كالأكثر تداولاً وتغريداً عليه، إذ كانت مشاركة المرأة الجزائرية في الاحتجاجات ضد العهدة الخامسة وترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية حاضرة.

كما استذكر النشطاء النساء السعوديات المعتقلات في السجون، وكذلك الأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال، وأمهات الشهداء والجرحى.

وأكدت وجدي بو عبد الله أن النساء الجزائريات خرجن للشارع في اليوم العالمي للمرأة في جمعة الحسم ضد ترشح بوتفليقة.

وحيت وجد وقفي معتقلات حقوق الإنسان في سجون السعودية، وأمهات المعتقلين ومن قضوا في سوريا، ومصر، واليمن، والعراق، والأسيرات الفلسطينيات.

كما شهدت العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، تظاهرة لمجموعة من النساء أمام السفارة السعودية للمطالبة بإطلاق سراح الناشطات السعوديات المطالبات بحقوق شاملة للمرأة في المملكة، تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة.

ودعت المتظاهرات إلى الإفراج عن جميع النشطاء، وبينهم تسع نساء ورجل.

ونشر أمس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قائمة بأسماء معتقلين ومعتقلات في السجون السعودية بسبب مواقفهم المطالبة بحقوق المرأة، وهؤلاء هن: لجين الهذلول وإيمان النجفان وعزيزة اليوسف ونسيمة السعده وسمر بدوي ونوف عبد العزيز وهتون الفاسي ومحمد البجادي وأمل حربي وشادن العنيزي.

وكانت منظمات حقوقية دولية حذرت من مخاطر إحالة 17 ناشطاً وناشطة يعملون في الدفاع عن حقوق المرأة إلى المحاكمة في السعودية، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم والسماح لمراقبين دوليين بالوصول إليهم.

وفي مارس الجاري أعلنت النيابة العامة السعودية محاكمة بعض هؤلاء المعتقلين بتهمة "تقويض أمن وسيادة المملكة"، بعد أن وصلت فترة اعتقال بعضهم إلى أكثر من 9 أشهر دون محاكمة.

الأسيرات الفلسطينيات

وفي الأراضي المحتلة حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من خطورة الأوضاع المعيشية وصعوبة ظروف الاعتقال التي تحتجز فيها الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون، في ظل التعنت المتواصل من قبل إدارة السجن في الاستجابة لمطالبهن الإنسانية.

وقالت الهيئة في بيان صحفي لها، الثلاثاء (6 مارس) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: إن "الاحتلال يتعمد  تشديد الخناق على الأسيرات في سجن الدامون، كما أن  أقسامه وغرفه قديمة ومهترئة وأرضيته مصنوعة من الباطون، ما يجعلها باردة خلال فصل الشتاء وعالية الرطوبة".

وبينت الهيئة أن عدد الأسيرات  50 أسيرة، ومطلبهن الأساسي الخروج من هذا الجحيم ونقلهن إلى سجن الشارون.