صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية-
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً تناولت فيه قضية الطبيب الأمريكي من أصل سعودي وليد فتيحي، المعتقل في السجون السعودية دون محاكمة.
ولفتت الصحيفة في تقريرها، الذي نشر اليوم الخميس، إلى أن نجل فتيحي سيتحدث أمام لجنة في الكونغرس عن الظروف التي يعتقل فيها والده لإقناع المجلس بتبني قضية والده.
وانتظر أحمد فتيحي أكثر من عام أملاً في أن تطلق السعودية سراح والده الطبيب، الذي حصل على مؤهلاته الطبية من جامعة هارفارد ويحمل الجنسيتين السعودية والأمريكية، والذي ما زال يحتجز في سجن سعودي دون توجيه تهم له ودون محاكمة.
وكانت الحكومة السعودية قد جردت والدة أحمد فتيحي وستة من أشقائه من جوازات سفرهم الأمريكية، وحظرت عليهم مغادرة المملكة، وجمدت أملاكهم، كما قال في مقابلة أجريت معه مؤخراً.
يذكر أنه بينما كان الأب، وليد فتيحي، خارج السجن في إخلاء سبيل مؤقت ليزور أحد أولاده بعد عملية جراحية أجريت له، أخبر صديقاً له وأحد أفراد عائلته بأنه تعرض لجلسات تعذيب، ومن ذلك الصعق بالكهرباء والجلد.
والشهر الماضي وصل أحمد فتيحي، البالغ من العمر ستة وعشرين عاماً، إلى واشنطن، حيث تعزز الجهود التي بذلها لإقناع الكونغرس بتبني قضية والده، المصاعب التي تواجهها إدارة ترامب خلال سعيها لإعادة العلاقات مع الرياض إلى وضعها الطبيعي.
أثمرت جهود "أحمد" موجة من النقد الموجه للمملكة من قبل الحزبين الأمريكيين، وقد أصدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية الديمقراطي في مجلس النواب، بياناً ندد فيه بالمعاملة التي يلقاها وليد فتيحي، وطالب بالإفراج عنه.
وخلال جلسة استماع عقدت الأسبوع الماضي للجنرال المتقاعد جون أبي زيد، مرشح الرئيس ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة إلى الرياض، أثار شيوخ من الحزبين قضية الدكتور فتيحي مراراً وتكراراً، بل وشن السيناتور ماركو روبيو، الجمهوري من ولاية فلوريدا، هجوماً على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلاً إنه "يتصرف كرئيس لعصابة إجرامية".
ومن المتوقع أن يشارك أحمد فتيحي، اليوم، ولأول مرة في مؤتمر صحفي مفتوح مع السيناتور باتريك ليهي من فيرمونت، وهو أبرز شخصية ديمقراطية في لجنة الشيوخ للمخصصات، ليتحدث عن مزاعم التعذيب.
وربما كان فتيحي الشخص المناسب لمخاطبة الرأي العام الأمريكي نيابة عن والده، فقد ولد في بوسطن، وعاش هناك حتى سن العاشرة، ثم عاد فيما بعد للدراسة في جامعة ميامي، ويعيش الآن في لوس أنجلس. ومع أن عائلته تعيش الآن في جدة في المملكة العربية السعودية فإن فتيحي قضى أكثر من نصف حياته في الولايات المتحدة.
وكانت عائلة وليد فتيحي المحتجز بالسعودية منذ نوفمبر 2017، أطلقت مطلع الشهر الجاري، حملة تطالب السلطات بالمملكة وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكونغرس بإطلاق سراحه فوراً.
واعتُقل فتيحي عام 2017 في فندق الـ"ريتز كارلتون"، الذي أُودع فيه المعتقلون بتهم الفساد، خلال الحملة التي شنها ولي العهد محمد بن سلمان، حين ترؤسه لجنة مكافحة الفساد، وذلك بعد أن عاد الطبيب من أمريكا ليتسلم مستشفى افتتحته عائلته في المملكة عام 2006، وفقاً لمحاميه هاورد كوبر.
واشتهر فتيحي بتقديمه البرنامج التلفزيوني "ومحياي" على قناة "إم بي سي"، والذي يهدف إلى تغيير الأخطاء والسلوكيات والأفكار السيئة المنتشرة في المجتمعات العربية.
ووفق موقع "إم بي سي"، حصل فتيحي على الزمالة الأمريكية من المستشفيات التعليمية لكلية الطب بجامعة هارفارد، ومن ثم على البورد الأمريكي عام 1999، وعلى درجة الماجستير في الإدارة والقوانين الصحية من جامعة هارفارد للصحة العامة عام 1999.
وعمل عضو هيئة تدريس في كلية الطب بجامعة هارفارد، وطبيباً استشارياً في المراكز الطبية التابعة للجامعة بمدينة بوسطن.
وكان فتيحي قد حصل على جنسيته الأمريكية في أثناء دراسته وممارسته للطب في الولايات المتحدة، حيث يعيش أحد أبنائه رغم عودة عائلته إلى السعودية، وتأسيسها مستشفى خاصاً.