متابعات-
"تعرف بالترف والسحر، ولكن السكان قد يجدون أنفسهم وسط نظام قانوني قديم وعقلية دولة بوليسية".. هكذا وصفت "فايننشال تايمز" الحياة بالإمارات، التي أعلنت 2019 عاما للتسامح.
وذكرت محررة الصحيفة البريطانية "رولا خلف"، في مقال بعنوان "رسالة دبي لشعبها: كن متسامحا وإلا.."، أن إمارة دبي تمثل نموذجا لقدرة غير محدودة على إعادة خلق نفسها، فكلما نفذت لديها "ماركة" وجدت أخرى تسوق بها مظاهر حياة تبدو رمزا للتعايش، لكن "دون جوهر حقيقي".
وضربت "رولا" شوارع دبي كمثال لانتشار المظهر دون الجوهر، عبر لافتات الاحتفال بـ"عام التسامح"، وتكريس جهود مدارس الأطفال للقيام بمشاريع تهدف إلى إعلاء هذه القيمة، وتشجيع الفنانين على إنتاج أعمال عنها وإنشاء وزارة وطنية للتسامح، وعلقت على ذلك بقولها: "كلما سمعت عن التسامح أثناء زيارتي الأخيرة لدبي كلما شعرت بالدهشة".
وأضافت: "ليس هذا انطباعا؛ لأن الإمارات التي تدار فيها السياسات والسياسة الخارجية من أبو ظبي المحافظة، أصبحت غير متسامحة، أو أن اللاتسامح قد أضعف من دور دبي كأهم مدينة متسامحة في الخليج".
وأشارت "رولا" إلى انتشار أخبار، في العام الماضي، عن قصة المحاولة الفاشلة لهروب ابنة حاكم دبي (الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم) حول العالم أكثر من أي خبر أو صفقة مالية عقدت في دبي.
أما أبوظبي فتعيش فيها الحكومة حالة من الرهاب/الخوف منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011، وتنظر إلى الإسلام السياسي كأول تهديد تمكنت من هزيمته في مصر عندما ساعدت على الإطاحة بالإخوان المسلمين من السلطة، وعملت منذ ذلك الحين على قمع أي شخص يقع تحت تأثير الإسلاميين، حسب المقال.
وترى الكاتبة أن هذه المخاوف قربت الإمارات من السعودية، التي يحكمها "ولي العهد الوقح" الأمير "محمد بن سلمان"، حسب تعبيرها.
مشيرة إلى أن أبوظبي شنت مع الرياض حملة عسكرية في اليمن ضد الجماعة الحوثية التي تدعمها إيران وتسببت بالموت والمجاعة لآلاف اليمنيين.
وأشارت إلى أن العلاقة بين الإمارات والسعودية توثقت لدرجة أن عددا ممن احتجزوا في فندق الريتز كارلتون عام 2017 تم اختطافهم من الإمارات، ولذا فإن "بعض الأثرياء السعوديين يخافون الآن إيداع أموالهم في المصارف الإماراتية".
وترى الكاتبة أن هذه السياسات الإماراتية، إضافة إلى حصار قطر أصابت عدواها المناخ التجاري في دبي، وأثرت على صورة الإمارة الليبرالية المتسامحة في الصميم، فمنذ يونيو/حزيران 2017 منع القطريون من التعامل مع الإمارات، ويحظر على المؤسسات المالية في دبي التعامل المالي مع قطر.
وعلقت "رولا" على ذلك بقولها: "في الوقت الذي يفكر فيه المرء بأن التسامح هو مفهوم يجب تطبيقه على كل شيء من الدين لأسلوب المعيشة، ومن السياسة إلى الاقتصاد يفضل الإماراتيون مفهوما انتقائيا له"