مجتمع » حريات وحقوق الانسان

هجمات الحوثي تظهر ضعف الدفاعات السعودية

في 2019/06/27

وول ستريت جورنال-

قام المتمردون الحوثيون اليمنيون بتسريع هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية في الأسابيع الأخيرة، مما يسلط الضوء على مواطن الضعف العسكرية للمملكة في الدفاع عن نفسها ضد حليف لإيران في خضم أزمة في العلاقات الأمريكية الإيرانية.

كشف الدفاعات السعودية

نفذ الحوثيون 10 هجمات بالصواريخ أو الطائرات بدون طيار منذ أبريل/نيسان على عدد من المطارات السعودية ومحطة لتحلية المياه وخط أنابيب رئيسي للنفط وأهداف أخرى، مما أدى إلى تصعيد القتال على جبهة رئيسية في المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران التي تمتد في جميع أنحاء المنطقة.

ووقعت هجمات الحوثيين في نفس الوقت الذي وقعت فيه هجمات الناقلات في خليج عمان والتي ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران.

يقول المسؤولون والمحللون الأمريكيون إن إيران عمقت تعاونها مع الحوثيين في ظل بحثها عن طرق لمضايقة خصومها الأمريكيين والسعوديين، لكن إيران تنفي مسؤوليتها عن أعمال الحوثيين وتقول إنها ليست مسؤولة عن هجمات الناقلات في خليج عمان.

وسلطت هجمات الحوثيين الضوء على الدفاعات الصاروخية في السعودية، فالجيش السعودي يعد أحد أفضل الجيوش المجهزة بالمعدات على مستوى العالم بفضل ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم، حيث يتم إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الطائرات المقاتلة والدبابات وغيرها من المعدات العسكرية. لكن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "باتريوت" الذي تستخدمه المملكة له سجل مختلط فيما يتعلق باعتراض المقذوفات من اليمن، ولم يتم تصميمه بشكل أساسي لصد الطائرات بدون طيار.

وقال مسؤول سعودي لم يُصرح له بالتحدث علناً: ​​"تظهر الأحداث الأخيرة تظهر أننا مكشوفون فيما يتعلق بدفاعاتنا".

وتزعم الحكومة السعودية أن دفاعاتها كانت ناجحة في الماضي.

وفي مارس/آذار 2018، زعمت المملكة إن صواريخ باتريوت اعترضت بنجاح سبعة صواريخ سكود أطلقها الحوثيون.

ومع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أنظمة باتريوت السعودية تتعرض لأخطاء في الإطلاق أثناء الحادث.

تكثيف هجمات الحوثيين

وتسلط قدرة الحوثيين على شن ضربات على السعودية الضوء على المخاطر التي تورطت فيها السعودية بسبب حربها في اليمن.

وأظهر الحوثيون المزيد من التطور من حيث دقة ومدى الهجمات الصاروخية، وشنوا المزيد من هجمات الطائرات المسيرة المسلحة وصواريخ كروز على الرغم من الحصار السعودي على اليمن لمنع هذه الأسلحة من الوصول إلى البلاد.

وأسفر أحدث هجوم للحوثيين - وهو هجوم بطائرة بدون طيار يوم الأحد على مطار مدينة أبها بالقرب من الحدود اليمنية - عن مقتل شخص وجرح 21 آخرين، وفقًا للجيش السعودي، وكانت غارتان أخريان في الأسبوعين الأخيرين استخدمتا صواريخ كروز، لتكون المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون مثل هذه الأسلحة منذ عام 2017.

وتشير هذه التكتيكات إلى استعداد المتمردين لاستهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية في السعودية. وقال متحدث عسكري حوثي في ​​20 يونيو/ حزيران على أحد حسابات تويتر الرسمية للمجموعة: "صواريخنا البالستية والمجنحة والطائرات من جميع الأنواع يمكنها ضرب أي هدف في جميع أنحاء السعودية".

وألقى مسؤولون سعوديون باللوم مباشرة على طهران في بعض الهجمات. واتهم مسؤولون سعوديون وأمريكيون إيران بتزويد الحوثيين بالتدريب والتصميمات اللازمة لبناء طائراتهم المسيرة، بينما أظهرت بقايا الطائرات المسيرة التي حصلت عليها القوات الإماراتية في اليمن تكنولوجيا إيرانية مستوردة، وفقًا لما ذكرته منظمة "كونفليكت أرمامنت" البحثية، وهي مجموعة من خبراء الأسلحة تعمل مع الحكومات حول العالم.

إيران متهمة

وقال "فابيان هينز" المحلل المستقل المقيم في ألمانيا والذي يراقب الضربات اليمنية الأخيرة: "كل شيء يشير إلى أن إيران والحوثيين تعاونوا من أجل مزيادة هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد الأهداف السعودية في الأسابيع الأخيرة".

ودعت السعودية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إيران، لكنها لم تدع إلى شن إلى حرب شاملة.

وعلى الرغم من أن جيش السعودية مجهز تجهيزًا جيدًا، إلا أن الحرب مع إيران ستكون مدمرة وربما لا يمكن كسبها.

فإيران تمتلك جيشًا تقليديا كبيرا، وتتخصص فيالق الحرس الثوري القوية في الحرب غير المتكافئة، ويمكنها أن تعتمد على علاقاتها مع الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

واختبر السعوديون قدرتهم على استخدام الأسلحة الغربية في حربهم ضد الحوثيين، حيث قادوا حملة قصف لدعم القوات البرية التي قدمتها دول أخرى مثل السودان والإمارات وحكومة اليمن المعترف بها دوليا، وأسفرت الحرب - التي تُعد رمزا للسياسة الخارجية العدوانية الجديدة للمملكة بقيادة ولي العهد الشاب الأمير "محمد بن سلمان" - عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وخلق أزمة إنسانية.

لكن الحملة فشلت في هزيمة المتمردين المتحالفين مع إيران وتركت المملكة عرضة للهجمات الانتقامية الحوثية.

ويشكل الدفاع الصاروخي بشكل عام تحديا تقنيا، حتى أن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يفشل في إيقاف بعض الصواريخ التي يطلقها المقاتلون الفلسطينيون في قطاع غزة.

ويستخدم الحوثيون مزيجًا من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز لإيجاد نقاط ضعف في الدفاعات السعودية.

وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية هجومه على اليمن في عام 2014 بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة التي تعترف بها السعودية والولايات المتحدة من العاصمة صنعاء. وتسببت الحرب دفعت الملايين إلى حافة المجاعة.