متابعات-
أطلق "معهد باريس الفرانكفوني للحريات" نداءً من أجل تحرك دولي فوري لإنقاذ عشرات العائلات السورية، ممن لجؤوا قبل أربعة أعوام من اليمن إلى مدينة جازان في الجنوب الغربي للسعودية.
وبحسب البيان، الذي نشر أمس الأربعاء، طُرد نحو 90 عائلة سورية هذا الأسبوع، كانت تعيش في ضيافة الملك السعودي سليمان بن عبد العزيز إلى الشوارع وإلى معتقل "الشميسي" تمهيداً لترحيلهم لمنطقة صحراوية تقع بين مدينتي مكة وجدة السعوديتين.
ونقل معهد باريس شهادات لمرحلين سوريين تفيد بأنهم تعرضوا للاعتداء الجسدي والترهيب من قبل السلطات الأمنية السعودية خلال عملية الطرد والترحيل.
وأفاد اثنان من اللاجئين السوريين لـ"معهد باريس"، اشترطا عدم كشف هويتهم، أن السلطات السعودية بعد ستة أشهر من إقامتهم في جازان قطعت كل الخدمات المقدمة لعائلاتهم، من ضمنها وجبات الطعام إضافة إلى فرض مضايقات على حرية الحركة، والقطع المتعمد للتيار الكهربائي.
وقال الرجلان إن السلطات السعودية منحت اللاجئين السوريين بطاقة هوية زائر تجدد كل ستة أشهر، مقابل 100 ريال سعودي (27 دولاراً أمريكياً) ودون تجديدها لا يستطيعون الحصول على أي من الخدمات الأساسية كالتعليم والعلاج، رغم وجود قرار حكومي سعودي سابق بتقديم العلاج مجاناً لهم وكذلك التعليم الأساسي.
وأضافا أنه "بعد مرور عامين على إقامة الأسر السورية هناك أصدرت السلطات السعودية قراراً بمنع أي طالب سوري مستجد من دخول المدارس الحكومية، والتسجيل فقط بالمدارس الخاصة، وكذلك لم يُقبل أي طالب أنهى الثانوية في الدراسة الجامعية لكونه يحمل بطاقة زائر".
وختم الرجلان حديثهما بالقول: "المشكلة أن الوثائق (جوازات السفر) التي بحوزتنا قد انتهى أغلبها، وذلك لعدم وجود قنصلية سورية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الحصول على جوازات جديدة، وكذلك لدينا مشكلة في تسجيل المواليد الجدد والحصول على جوازات سفر لهم".
وهناك 70 أسرة سورية أخرى تعيش في جازان أيضاً مهددة بالطرد والترحيل في الساعات أو الأيام القادمة، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الوضع المأساوي الذي كانت تعيشه تلك الأسر أصلاً.
وطالب المعهد السلطات السعودية أن تحترم الحقوق الأساسية التي كفلها القانون الدولي للاجئين، وأن تتوقف بشكل فوري وعاجل عن طرد الأسر السورية وإعادة الأسر التي طردتها إلى الصحراء حيث كانت تقطن في مدينة جازان.
وكانت 400 عائلة سورية مقيمة باليمن قد فرت بعد شهرين من اندلاع الحرب المعرفة باسم "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، ودخلت دون تأشيرة دخول (فيزا) بقرار من السلطات السعودية عبر معبري "الطوال" و"الوديعة" الحدوديين مع اليمن إلى مدينة جيزان، في أقصى الجنوب الغربي للمملكة في يونيو عام 2015.