متابعات-
كشف رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان في برلين "علي الدبيسي" أن النيابة العامة في السعودية طالبت بإعدام الناشط الشيعي "محمد عيسى اللباد".
وقال "الدبيسي" في تغريدة له على "تويتر": "النيابة العامة في السعودية تطالب بإعدام المدافع عن حقوق الإنسان محمد عيسى آل لباد على خلفية أنشطة سلمية في الدفاع عن المعتقلين وقيادة مظاهرات تطالب بالحقوق المدنية والسياسية".
النيابة العامة في #السعودية تطالب بإعدام المدافع عن حقوق الإنسان محمد عيسى آل لباد @mohmeed_e على خلفية أنشطة سلمية في الدفاع عن المعتقلين وقيادة مظاهرات تطالب بالحقوق المدنية والسياسية.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 29, 2019
وفى أغسطس/آب 2017 سلم "اللباد" نفسه، ومعه مطلوبين أخرين للسلطات السعودية، حيث كانوا وقتها ضمن قائمة تشمل 23 مطلوبا لدي الجهات الأمنية. وحينها قالت وزارة الداخلية السعودية إنه "سيتم أخذ مبادرتهم بتسليم أنفسهم في الاعتبار".
وذكر " الدبيسي" أن خطوة مطالبة النيابة السعودية بإعدام "اللباد" تأتي على خلفية أنشطة سلمية في الدفاع عن المعتقلين وقيادة مظاهرات تطالب بالحقوق المدنية والسياسية.
وسلط رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان في سلسلة تغريدات على "توتير"، الضوء على قصة "اللباد".
وأشار إلى أن "اللباد" سلم نفسه بعدما وسعت الحكومة دائرة الضرر بالمحيطين به، ومنعت خدماتهم الحكومية ورفعت منسوب التهديد لهم وكان ذلك بعد شهرين فقط من صعود "محمد بن سلمان" لمنصب ولي العهد.
ونوه "الدبيسي" إلى أن "اللباد" جرى الغدر به بعد تسليم نفسه للسلطات.
سأعرف بشكل بسيط بجوانب مختلفة من حياة ونشاط محمد، وتجدون قبل هذه التغريدة قرابة 28 تغريدة من حسابه في تويتر قمت بإعادة تغريدها بغرض التعريف به.. أقرأوها وأنتم تتذكرون إن النيابة تطالب بقطع رأس كاتبها.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 29, 2019
أعرف محمد كمدافع بارز عن حقوق الإنسان، إضافة لذلك فهو خالي، وليس لصلة القرابة سبب هنا في دفاعي عنه، فدفاعي عن الجميع، إنما أود التوضيح مدى معرفتي به، كصديق وكقريب، أمتلك معرفة عميقة بنشاطه، وفكره، والأسباب والظروف التي دفعته للنشاط، والأهم.. سلميته الراسخة في كل تحركاته.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 29, 2019
أقيمت في القطيف مظاهرات كردة فعل على ما عرف بـ (أحداث البقيع 2009) تجدون فكرة إجمالية عنها في الويكبيديا بغض النظر عن الدقو والموضوعية.https://t.co/v46067Ps9t
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 29, 2019
شارك محمد في تلك المظاهرات، التي أعقبتها إعتقالات واسعة.
بعض من تم إستدعاؤه للإعتقالات ذهب، والبعض تجاهل الإستدعاء تجنباً للإعتقال، وكان محمد ممن لم يذهبوا، ولكن بسبب إصرار الحكومة على ملاحقة من لم يذهب، وبسبب رغبة محمد في البدء بترتيب حياته إستعداداً للزواج، ذهب على أمل أن لايطول إعتقاله.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 29, 2019
قام محمد في 03/01/2010 بتسليم نفسه إلى مركز شرطة في العوامية، ووجهت له تهم: (المشاركة في التظاهرات – التجمهر – الإعتصام الغير نظامي – اتلاف الممتلكات العامة والخاصة) بقى في السجن 415 يوما، دون السماح له بتوكيل محام، ولم يعرض على محاكمة، وفي 20/02/2011 أطلق سراحه.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 29, 2019
لم يكن إطلاق سراح محمد عفويا، بل كان إستجابة جزئية من الحكومة للمظاهرات التي بدأت في القطيف في 17 فبراير 2011 تفاعلاً مع الربيع العربي والتي كانت تطالب بإطلاق سراح معتقلين، كان محمد من بينهم.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
خرج محمد واستقبلته إحتفاءات إجتماعية، وكرم في حفل وتسلم درعا من #الشيخ_النمر رحمة الله. pic.twitter.com/f5BbieSI2c
لم يكن إطلاق سراح محمد عفويا، بل كان إستجابة جزئية من الحكومة للمظاهرات التي بدأت في القطيف في 17 فبراير 2011 تفاعلاً مع الربيع العربي والتي كانت تطالب بإطلاق سراح معتقلين، كان محمد من بينهم.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
خرج محمد واستقبلته إحتفاءات إجتماعية، وكرم في حفل وتسلم درعا من #الشيخ_النمر رحمة الله. pic.twitter.com/f5BbieSI2c
عاود محمد بعد السجن ما كان يستعد له قبل سجنه، فبدأ سريعا بترتيب أموره المعيشية وكل ما يتعلق بزواجه المؤجل، وتم حفل زواجه في 26/07/2011، وذلك بعد 5 أشهر من إطلاق سراحه.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
على يمينه عمه شقيق والده أبو زكي وأبو زوجته أيضاً، وعلى يساره أبوه أبو أحمد، جدي أطال الله عمره في صحة وعافية. pic.twitter.com/GypxDuqZOc
جاء زواج محمد بعد قرابة خمسة أشهر من بدء مظاهرات عارمة نشطت في القطيف والعوامية، وقد لاحظ المحيطين به إبتعاده عن المشاركة نظراً لإنشغاله بالزواج والعمل وإعادة ترتيب حياته، وكذلك تفادياً للتعرض للسجن مرة أخرى. واستمر على هذا الحال حتى جاءت اللحظة التي غيرت جميع ذلك.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
استمرت المظاهرات، وتنوع النشاط وتوسعت المطالب، ولم ينثني الشارع رغم الإعتقالات والقتل، لذلك كان على السعودية إتخاذ إجراء لإيقاف وإرهاب الشارع، فأصدرت في 02/01/2012 ماعرف بقائمة 23، وكانت المفاجئة أن وجد محمد نفسه مطلوب مجدداً رغم إبتعاده منذ خروجه من السجنhttps://t.co/vd8FYkIMWc
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
بعد تدارك الصدمة، وخلال فترة وجيزة من توجيه التهم، أصدر محمد بياناً يدافع فيه عن إتهامه، بيان صادق ومعبر، أقرأوه من هنا:https://t.co/tOHywM3eJU
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
تفاصيل كثيرة ومؤلمة نتجت عن قائمة 23، ولكنها أيضاً أحتوت على قصص وتجارب تعتبر درساً في التشبث بالكرامة والحرية، ونظراً لإنعدام العدالة وعدم الثقة في الإجراءات الحكومية، إختار محمد وآخرين، عدم تسليم أنفسهم.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
مارس محمد حياته طبيعية بقدر الإمكان ولكن ذلك لم يستمر طويلا.
رأى محمد أن الإستهداف والتعقب له يزداد يوماً بعد آخر، وفي نفس الوقت يرى إن من يعتقلون أو يسلمون أنفسهم يتعرضون لصنوف متعددة من الجور والظلم.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
وجد نفسه مضطراً للدفاع عن نفسه، وبدأ بعدها بالمشاركة في الفعاليات الميدانية وفي شبكات التواصل الإجتماعي. pic.twitter.com/yI2S23TezK
ورغم كل الظروف المحيطة والتي تصعب يوماً بعد آخر، كان محمد متمسكاً بالدفاع عن نفسه، وبرفض أن يسلم نفسه لكي لا يتعرض للظلم.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
وفي ذات الوقت يحاول أن يمارس حياته.
بعد شهور من إدراجه على قائمة 23، رزق إبنه عيسى، ولكن الحكومة استخدمت ذلك كورقة من أوراق الضغط، ولم تسمح بتسجيل طفله في الأحوال المدنية وبالتالي حرم هذا الطفل من صفة قانونية تخوله للعلاج والتعليم. واستمر ذلك لسنين، ولا أعلم لعله تم تسجيله بعد أن سلم محمد نفسه. pic.twitter.com/xfle2N0cVd
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
زادت الحكومة السعودية من حدتها في تتبع أفراد قائمة 23، وحينما وجد محمد أن تعقب المباحث له بات قويا وشرساً، بدأ بالإختباء في أماكن بعيدة عن معرفة ونظر الأجهزة القمعية وجواسيسها.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
زادت الحكومة السعودية من حدتها في تتبع أفراد قائمة 23، وحينما وجد محمد أن تعقب المباحث له بات قويا وشرساً، بدأ بالإختباء في أماكن بعيدة عن معرفة ونظر الأجهزة القمعية وجواسيسها.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
صعدت الحكومة من بحثها عنه، وداهمت قوات الطواريء منزل والديه، وفي هذا الفيديو تروي والدته بدموعها مشهد الإقتحام، ووالده، وزوجته تروي جزء من قصة ظلمهhttps://t.co/Yte5YwhqVs
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
انطوت شخصية محمد على مزيج متعدد من صفات رفيعة، جعلته شخصية محبوبة ومميزة، ودفعه ما كان يتحلى به من شجاعة وكرامة للبقاء بنفس صامدة وقوية لما يقرب من خمس سنوات ونصف بقي فيها مطلوبا ومطارداً.https://t.co/PIQTq7RteN
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
كما بات يعرف الكثيرين من المتابعين لسلوك مبس وأبيه، في إستهدافهما حتى لأطفال وأسر وأقارب ومعارف النشطاء، فقد وسعت الحكومة دائرة الضرر بالمحيطين بمحمد، ومنعت خدماتهم الحكومية ورفعت منسوب التهديد لهم. وكان ذلك أبرز الأسباب التي أضطرته لتسليم نفسه.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019
قصة الغدر التي بدأت بعد تسليم محمد نفسه، أكملها لاحقا.
— علي الدبيسي (@ali_adubisi) July 30, 2019