مجتمع » حريات وحقوق الانسان

الولاية سقطت.. سعوديون يحتفلون وسيدات يتمسكن بالتقاليد

في 2019/08/02

الخليج الجديد-

احتفل مغردون سعوديون بتعديلات نظام وثائق السفر والأحوال المدنية بالسعودية، الخميس، وشمولها إلغاء ولاية الرجل على سفر المرأة البالغة 21 عاما، فيما عبرت سعوديات على "تويتر" عن حزنهن لإلغاء ذلك النظام متعهدات بالمحافظة على القيم والتقاليد واحترام الآباء والأزواج.

ورغم أن النظام السعودي روج إلى أن إسقاط ذلك النظام المعمول به في المملكة محل إجماع، ودفع برجاله في الإعلام للمطالبة بإسقاطه بشكل مكثف، فقد أثار القرار سجالا ساخنا بين السعوديين المشاركين بوسم (الولاية سقطت) على "تويتر"، بين مؤيد ومعارض، ولفت النظر إلى أن من بين المعارضين لإلغاء النظام سيدات سعوديات من المفترض أنهن يستفدن من القرار.

ويسمح القرار، للمرأة السعودية، باستخراج جواز سفر دون إذن ولي أمرها، يعني كفالة حرية السفر لها دون موافقة الولي إذا تجاوزت سن 21 عامًا.

واعتبر المؤيدون القرار استمرارا لسير المملكة في طريق الاعتدال والتحرر من أغلال ماضي التشدد الديني، بينما رآه المعارضون خطوة جديدة في طريق "التحلل" من هوية المملكة التاريخية.

واستند المؤيدون إلى نص التعديلات على نظام الأحوال المدنية، والتي ألغت تحديد مقر إقامة المرأة المتزوجة بمحل إقامة زوجها، وقصرت ذلك على إقامة الفتاة القاصر ليكون هو محل إقامة الوالد أو الوصي.

كما يمنح القرار المرأة حق الإبلاغ عن المواليد، بعدما كان مقتصرا على الرجال فقط (الآباء)، وكذلك حق الإبلاغ رسميًا عن حالات الوفاة بعدما كان حصريا "للأقارب الذكور"، وحق التبليغ عن حالة الزواج أو الطلاق أو الرجعة أو التطليق أو المخالعة.

واحتفى المؤيدون بما اعتبروه تحررا طال انتظاره من أغلال التشدد الديني، وعبروا عن شكرهم لقيادة المملكة، خاصة ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، الذي يقود مسيرة الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي بالمملكة، حسب قولهم.

لكن في المقابل، استنكر المعارضون التعديلات على نظام الأحوال المدنية، واعتبروها خطوة جديدة لانحراف نهج السعودية منذ صعود "بن سلمان" إلى سدة السلطة.

وكرر المعارضون بث فتاوى لمشايخ ورموز ومفتي المملكة المشددة على شرعية نظام الولاية، وكذلك قيادات في العائلة المالكة السعودية.

وسبق أن حذر خبراء وعلماء اجتماع من أن الخطوات التي يتخذها "بن سلمان" ليست مدروسة، وأسرع مما يحتمله المجتمع السعودي، وهو ما يحدث صدعا كبيرا في المجتمع الذي تربى على فتاوى ورؤى محافظة,

وكانت ناشطات سعوديات ومنظمات حقوقية إقليمية ودولية قد طالبت مرارا بإسقاط الولاية عن المرأة، ومنحها مزيدا من الحقوق المتعلقة بحرية الحركة والتصرف.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال "بن سلمان"، لوكالة "بلومبرغ" إن بلاده تجري مراجعات لقوانين تتعلق بالحياة الاجتماعية في المملكة، وبينها الوصاية على المرأة، لمعرفة ما يرتبط منها بالشريعة الإسلامية بالفعل وما ليس له صلة بها، وستعلن عن مزيد من الإصلاحات الاجتماعية.