مجتمع » حريات وحقوق الانسان

شقيقة لجين الهذلول: السعودية تحولت لدولة بوليسية

في 2019/11/30

متابعات-

قالت لينا الهذلول، شقيقة المعتقلة السعودية لجين الهذلول، إن محاكمة لجين توقفت منذ أبريل الماضي، دون معرفة السبب، وإن شقيقتها تقبع في سجن انفرادي، ولا نعرف ماذا سيجري لها.

جاء ذلك في مقابلة لـ"لينا" مع موقع "دي دبليو" الألماني، نشرت مساء الجمعة، حيث قالت: "محاكمة لجين بدأت في مارس الماضي، لكن منذ أبريل توقفت إجراءات المحاكمة. لا نعرف لماذا توقفت، ولا نعرف ماذا سيحدث، ومنذ أبريل تقبع لجين في سجن انفرادي ولا نعرف أي أخبار منذ ذلك الحين. أقصد أننا نتحدث إليها ووالداي يتحدثان معها، ولكن ماذا سيحدث لها لا نعرف شيئاً. وهي الأخرى لا تعرف".

وأردفت: "أعتقد أنها جيدة إلى حد ما مقارنةً بالأوقات التي تعرضت خلالها للتعذيب. لكن حبسها انفرادياً هو تعذيب بحد ذاته، لا أعتقد أنه موقف جيد".

وتابعت لينا عن أسباب احتجاز لجين: إن "الاتهامات بشكل رسمي تدور حول كل ما فعلته؛ عن نشاطها، وكذلك عن السؤال عن حقوق المرأة، والتقدم لوظفية في الأمم المتحدة، ببساطة كل ما يتعلق بنشاطها. ولكن لماذا يحتجزونها؟ أعتقد أنكِ تعرفين أنه من الصعب للغاية البوح بذلك. لكنني أود أن أقول ربما لا يريدون لأي شخص أن يكون له رأي وأن يتحدث عن آرائه. إنهم يريدون كل شيء يأتي من أعلى إلى أسفل وليس العكس".

وفيما يخص التغيرات التي تشهدها المملكة قالت لينا: "أعتقد أنهم لا يريدون أن يكون لدى الشعب أي صوت. يريدون اتخاذ القرارات دون أي انتقاد، يريدون أن تخرج القرارات للشعب من أصحاب السلطة بالمملكة، إنهم يريدون أن يفعلوا كل ما يريدون للبلد دون الحاجة لسؤال المواطنين والأشخاص المعنيين، أعتقد أن ما يحدث أمر خطير للغاية".

وطالبت لينا السلطات السعودية بإطلاق سراح شقيقتها، مؤكدة أنها "تقبع الآن في الحبس الانفرادي ولم تفعل أي خطأ، لم ترتكب أي جريمة، لا ينبغي أن تكون في السجن. لذلك كل ما أطلبه هو أن تكون شقيقتي حرة الآن".

ولفتت إلى أن "وجود شقيقتي في السجن يشعرني بالاضطراب والحزن. أقصد أنني لا أريد لدولتي أن تصبح دولة أمنية. لقد كنت سعيدة ومتفائلة بالإصلاحات التي جرت، لكن الآن أرى أنها أصبحت دولة بوليسية"، موضحة "لست حزينة فقط على شقيقتي وموقفها، أنا حزينة على دولتي كلها، لا أريد للناس هناك أن يشعروا بالخوف طوال الوقت، لا أريدهم ألا يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم، لذلك أشعر بالحزن حقاً على بلدي".

وعن عودتها إلى المملكة قالت لينا: "لا يوجد شيء رسمي عن قضيتي. ولكن أسرتي كلها ممنوعة من السفر، أعتقد أنني لو ذهبت إلى هناك فلن أتمكن من العودة. أستطيع أن أعود لكنني لن أغادرها إذا أردت ذلك".

ويقبع العديد من منتقدي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في السجن، ويخضع بعضهم لمحاكمات، ومن بينهم الناشطة لجين الهذلول، التي اعتقلت مع نشطاء آخرين قبل أسابيع من السماح للمرأة بقيادة السيارة، في يونيو 2018، حيث اتهمت الهذلول محققي السلطات السعودية بالتعذيب والإساءة الجنسية، وهي تهم نفتها الحكومة السعودية بشدة.

وفي أغسطس الماضي، قالت عائلة الناشطة السعودية المعتقلة إنّ السلطات عرضت الإفراج عنها مقابل نفيها في تسجيل فيديو تعرضها للتعذيب والإساءة الجنسية في السجن.

والهذلول كانت من أوائل السعوديات اللواتي تحدين منع قيادة المرأة للسيارة واعتقلت مع نشطاء آخرين قبل أسابيع من السماح للمرأة بقيادة السيارة، في يونيو 2018.

وكان خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة قد أعربوا عن مخاوفهم أمام الحكومة السعودية بشأن الحملة على المدافعات عن حقوق النساء في عدد من المناسبات.