متابعات-
قال الأكاديمي البريطاني "ماثيو هيدجز"، الذي كان محتجزا في الإمارات، العام الماضي، إن ما تروجه أبوظبي عن كونها واحة للتسامح، يعد من الوهم، متهما الدولة الخليجية بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان.
وأضاف "هيدجز"، أن الإمارات تخضع تماما لنزوات الذين يسنون القوانين فيها وينفذونها، مشيرا إلى أنه عاش ظروفا مروعة ومُنع من التواصل مع محاميه، خلال فترة حبسه، على خلفية تهم بالتجسس.
وأكد في مقال نشرته صحيفة "الجارديان"، بمناسبة ذكرى مرور عام كامل على إطلاق سراحه، أنه ظل طوال الشهور الستة الأولى من اعتقاله يخضع للاستجواب، فضلا عن حرمانه من التواصل مع أي محام، ومن الحصول على المساعدة القنصلية المناسبة من سفارة بلاده.
وتابع: "لقد عانيت مرارا من الخضوع لاستجوابات مؤلمة، وفي نهاية الأمر حُكم عليَّ بالسجن مدى الحياة وأجبروني على التوقيع على اعتراف كاذب".
واتهم "هيدجز"، الحكومة الإماراتية، بتعريض حياة آخرين للانتقام، ضاربا مثالا بالمواطن البريطاني "علي عيسى أحمد"، الذي اعتُقل وتعرض للضرب والاستجواب قبل أن يُودع السجن أياما عدة دون طعام أو شراب، لمجرد أنه كان يشجع منتخب قطر في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في أبوظبي العام الجاري.
ومضى إلى القول، إن "هذا النظام القضائي المزعوم الذي تتغير فيه القوانين بانتظام أو صيغت بشكل عام بحيث يُمكن أن يُساء فهمها بطرق لا تُعد ولا تُحصى، هو من السوء حتى بالنسبة لمواطني الدولة نفسها".
وأعرب الأكاديمي الذي يحضّر لنيل درجة الدكتوراه من جامعة درام البريطانية، عن قلقه من أن بلاده تُقدِّم علاقتها التجارية مع الإمارات على حماية مواطنيها والدفاع عن حقوق الإنسان، خاصة أن الأخيرة أكبر سوق للصادرات البريطانية في الشرق الأوسط.
وكانت الإمارات أفرجت عن "هيجز"، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بعفو رئاسي بعد اعتقال دام 7 أشهر، صدر خلالها حكما عليه بالسجن المؤبد بتهمة التجسس، بيد أن عائلته قالت حينها إنه طالب دكتوراه، ويجري بحثا عن سياسات الإمارات الخارجية والأمن الداخلي بعد موجة "الربيع العربي".