متابعات-
أصدرت محكمة مغربية من الدرجة الأولى في مدينة طاطا جنوب البلاد، يوم الخميس، حكما بإدانة الناشط المدني، رشيد سيدي بابا، بستة أشهر حبسا نافذا مع غرامة 500 درهم، على خلفية دعوته إلى تنظيم وقفة احتجاجية تندد بـ”نهب ثروات المنطقة من طرف مستثمرين إماراتيين”.
وأكدت مصادر حقوقية أن عددا من الحقوقيين الذين حضروا لمؤازرة رشيد سيدي بابا، صدموا بإدانته في أول جلسة عقدتها المحكمة الابتدائية للنظر في الملف.
وشهدت المحكمة الابتدائية بالمدينة، تزامنا مع النطق بالحكم، وقفة احتجاجية لعدد من النشطاء الحقوقيين الذين عبروا عن استغرابهم من إدانة سيدي بابا في أول جلسة، معتبرين ذلك انتهاكا لشروط المحاكمة العادلة. وانتقد المحتجون “الحكم الغريب والقاسي والسريع” لناشط حقوقي طالب بحق شباب المنطقة في التشغيل وحقهم في الاستفادة من مؤهلات المنطقة قبل أن يتم اعتقاله بتهمة “إهانة موظف عمومي”.
ونقل موقع “لكم” عن مصدر حقوقي حضر جلسة المحاكمة، أنه بعدما أكدت هيئة دفاع الناشط الحقوقي رشيد سيدي بابا على أن هذا الأخير عبّر فقط عن رأيه في إطار حرية التعبير التي يضمنها القانون، وأن ما عبر عنه هو انتقاد لاستغلال ثروات منطقة من طرف مستثمرين خليجيين دون خلق فرص للشغل لأبناء المنطقة العاطلين عن العمل.
وبث شريط فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي لحظة توقيف الناشط الحقوقي الذي كان يقوم ببث مباشر يدعو فيه إلى وقفة احتجاجية على ما يعتبره “نهبا لثروات المنطقة من طرف مستثمرين خليجيين” وسجّلت لقطات الفيديو الذي صور بالقرب من “قصر الإماراتيين” بجماعة سيدي عبد الله بن مبارك، على بعد 60 كيلومترا جنوب طاطا وبالقرب من واحة “أقا”، لحظة تدخل عناصر من الدرك وقيامهم بتوقيف الناشط الحقوقي عندما كان يقوم بالبث المباشر لدعوته إلى التظاهر.
و”قصر الإماراتيين” هو مجمع سكني مغلق ومحروس قرب واحة “أقا” بالقرب من مجرى وادي درعة، ويضم قصرا أميريا لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، وعدة بنايات عبارة عن فيلات فاخرة، على بعد كيلومترات قليلة من مطار تم بناؤه بتمويل إماراتي، وتربطه بالقصر والمجمع طريق معبدة خاصة.
ويعتبر هذا المجمع بمثابة بوابة تؤدي إلى محمية كبيرة ممتدة على آلاف الهكتارات المسيجة، ويمنع على الأهالي الدخول إليها أو رعي ماشيتهم فيها، وهي مخصصة لرياضة قنص طائر الحبارى التي يمارسها الإماراتيون عند تواجدهم بالمنطقة.
ويملك الإماراتيون أيضا محمية كبيرة في منطقة ميسور شرق المغرب، تمتد على 40 ألف كيلومتر مربع، تستعمل لتربية طائر الحبارى الذي يرتبط برياضة الصيد بالصقور التي يمارسها أمراء وأثرياء الخليج العربي.