متابعات-
قضت محكمة سعودية، أمس الثلاثاء، بسجن الطبيب السعودي - الأمريكي، وليد فتيحي، ست سنوات، وحظر سفره، مدة مماثلة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن أسرته ومصدرين مطلعين على الملف، أن انتقاد فتيحي دولة عربية من خلال تغريدة، اعتُبر "انتهاكاً" لقانون الجرائم الإلكترونية.
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "إدانة فتيحي تمت بسبب حصوله على الجنسية الأمريكية دون إذن من السلطات السعودية، فضلاً عن انتقاده دولة عربية أخرى في تغريدات له على موقع تويتر"، وهي اتهاماتٌ رفضها المسؤولون الأمريكيون باعتبارها ذات دوافع سياسية، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن وثائق الحكم، أن "المحكمة أدانت فتيحي بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة في السعودية والتي تعتبرها منظمةً إرهابيةً، خلاف الولايات المتحدة"، فضلاً عن "تهمة الإضرار بالعلاقات مع دول عربية أخرى وأفعال تهدف إلى ضرب استقرار المملكة".
وأضافت: إنه "أدين بالتبرع بالمال إلى أطراف مشبوهة في وقت أُسقطت تهمة تمويل الإرهاب عنه؛ لعدم كفاية الأدلة".
امتعاض أمريكي
ورغم ضغوط أمريكية للإفراج عن الطبيب السعودي، فإن المحكمة قضت بسجنه، بحضور دبلوماسيين أمريكيين في جلسة النطق بالحكم، بحسب ما نقلته "رويترز" عن مصدر في الأسرة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "نشعر بخيبة أمل لسماع الحكم على الدكتور وليد فتيحي، ونسعى إلى فهم كامل للحكم الصادر بحقه".
بدوره، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، جيمس ريش، إلى إلغاء الحكم "الجائر"، قائلاً في تغريدة له: إن ذلك "سيظل تحدياً للعلاقات الأمريكية-السعودية".
وندد أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بالحكم، واعتبر السيناتور باتريك ليهي، في تغريدة له، أن "السلطات السعودية أبدت مرة أخرى، استعدادها لدهس الحقوق الأساسية".
كما أدان السيناتور روبيو برس الحكم، معتبراً أنه "أمر شائن"، وأنه "إذا لم تقدّر الحكومة السعودية حقاً العلاقات الأمريكية-السعودية، فعليها إطلاق سراحه فوراً والسماح له بلمِّ شمل عائلته".
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال في أكتوبر الماضي، إنه ناقش القضية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
واحتجزت السلطات السعودية فتيحي 21 شهراً دون تهمة أو محاكمة، وسط تقارير عن تعرضه للتعذيب داخل السجن. وفي أغسطس الماضي، اتهمته النيابة بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين وانتقاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علناً؛ وقدَّموا عدداً قليلاً فقط من التغريدات الغامضة دليلاً على ذلك.
وأُطلقَ سراح فتيحي في أغسطس، وسط تكهنات بتدخُّل الإدارة الأمريكية في هذا الشأن، ولا يزال حراً، لكنه يحاكَم حتى اليوم، كما أعادت السلطات السعودية فرض حظر السفر عليه وعلى أسرته.