صحيفة الإندبندنت البريطانية-
نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا أعده بورزو دراغاهي، وتحدث فيه عن مخاوف المعارضة السعودية في الخارج من استخدام الرياض سفاراتها في أوروبا لاستهدافهم.
وجاءت مظاهر القلق بين المعارضين السعوديين بعد تقارير عن استخدام الرياض لسفارتها في أوروبا لاستهداف نقادها بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
ففي صيف 2018 تعرضت ناقدة للنظام لتحقيق ومحاضرة في سفارة لندن، وحاولت الرياض إرسال فريق كبير إلى النرويج من أجل ملاحقة ناشط هناك.
وأشار الكاتب إلى ما نشرته الصحيفة الأكثر انتشارا في النرويج هذا الأسبوع “داغبلاديت” الذي أثار أسئلة جدية حول المدى الذي ذهبت فيه السعودية لاستخدام سفاراتها وقنصلياتها كساحة انطلاق للعمليات الأمنية التي تستهدف المعارضين الذي تعتبرهم أعداء لها ولولي العهد محمد بن سلمان.
وشعر الناشط إياد البغدادي المقيم في أوسلو والذي كان هدفا من أهداف النظام السعودي، بالخوف. وقال إن هاتفه المحمول تعرض للمراقبة في الفترة ما بين أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2019.
ونقل عنه الكاتب قوله: “خلاصة ما في الأمر هو أن السعوديين لا يحترمون وبشكل مطلق حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بسفاراتهم وكيف يمكن أن تعمل أو يفترض عملها”.
ولم ترد السعودية على طلب الصحيفة التعليق، حيث نفت في الماضي الاتهامات الموجهة إليها باستخدام البعثات الدبلوماسية لإسكات المعارضين لها، واصفة ما يقال بأنه بدون أساس.
وبحسب “داغبلاديت” فربما حاولت السعودية استهداف البغدادي في النرويج، وعالية الحويطي المقيمة في لندن، الفارسة السابقة في سباق الخيل الناقدة لكل من حرب اليمن ومشروع إنشاء مدينة بكلفة نصف تريليون دولار على البحر الأحمر والتي ستؤدي إلى تشريد أبناء قبيلتها.
وقالت الحويطي إنها واجهت المسؤولين بسفارة لندن عام 2018 حيث كانت تعمل هناك منذ عام 2014. وقالت لصحيفة “إندبندنت”: “منذ وصول محمد بن سلمان إلى السلطة عام 2015 بدأت مشاكلي في العمل، واستدعيت أربع مرات للقاء السفير “. ونقلت عنها صحيفة “داغبلاديت” أن اللقاء الأخير كان مع ستة موظفين بمن فيهم السفير في حينه محمد بن نواف بن عبد العزيز.
وبناء على روايتها، قضى السفير ساعات وهو يحقق معها حول تعليقات لها على منصات التواصل الإجتماعي. وأكدت أنها حذفت المنشورات الناقدة من حسابها على تويتر وسُمح لها بالعودة إلى البيت بعدما ما وعدت بالعودة ولكنها لم تفعل.
وحاول السفير إقناعها بتغيير موقفها من حرب اليمن والتوقف عن انتقاد النظام. وقام أحد المسؤولين الحاضرين بتسجيل محضر ما قيل في اللقاء. وقالت: “كان مرعبا بشكل مطلق” و”أعرف من سمعة السفارة أن من يدخل إليها لا يخرج، وستظل مفقودا لسنوات”.
وفي نفس الصيف حاولت السعودية كما زعم إرسال 10 عناصر أمن وبحصانة دبلوماسية إلى سفارتها في أوسلو. ونُظر للطلب بدهشة في وزارة الخارجية النرويجية؛ لأن البعثة الدبلوماسية توظف فقط 18 دبلوماسيا. ورفضت الوزارة التي شعرت بالقلق الطلب، ولكنها منحت حصانة لواحد فقط.
وبحسب التقرير النرويجي، فقد أخبر المسؤولون البغدادي بعد أشهر أن السعودية تريد استخدام بعثتها الدبلوماسية كنقطة انطلاق لإسكاته.
وواجه البغدادي مشاكل في الإمارات، وتعرض للسجن قبل السماح له بالخروج إلى المنفى في النرويج، حيث أصبح ناقدا للحكام العرب الديكتاتوريين بمن فيهم محمد بن سلمان. وهو الآن لاجئ بدون جنسية لأن أصوله فلسطينية. ولو استطاعت السعودية تسجيل رجال الأمن كدبلوماسيين لحمتهم من المحاكمة في النرويج في حالة ارتكاب جرائم.
ونقلت صحيفة “داغبلاديت” عن مصدر لم تكشف عن هويته قوله: “أرادت السعودية تسجيل أمن السفارة كدبلوماسيين في النرويج، مما أعطاهم مساحة واسعة للمناورة هناك”. وكان البغدادي على علاقة مع الصحافي خاشقجي الذي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، خلال عملية أشرف عليها مسؤول بارز في دائرة ولي العهد السعودي.
وتنفي السعودية هذه الاتهامات وتقول إن من نفذها هم عناصر مارقة.
وفي مقابلة مع البغدادي، قال إن المسؤولين السعوديين حاولوا في 2018 الحصول على تأشيرات سفر إلى كندا التي يعيش فيها عمر عبد العزيز، المعارض السعودي. كما قامت السعودية بالتنصت على هاتف مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” في بيروت بن هبارد الذي كان يؤلف كتابا عن محمد بن سلمان.