موقع “ميدل إيست آي”-
نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا عن حالة عامل الإغاثة عبد الرحمن السدحان الذي لم يتحدث مع عائلته منذ اعتقاله قبل 3 أعوام سوى دقيقة واحدة.
وجاء في تقرير أعده ريحان الدين في مقابلة مع شقيقته أريج السدحان أن عائلته ترغب بالإفراج عنه. فقبل عام اتصل السدحان مع عائلته وللمرة الأولى بعد 23 شهرا من اعتقاله ولكن المكالمة لم تستغرق سوى دقيقة.
وقالت أريج “كان مدهشا الاستماع إليه وعرفنا أنه على قيد الحياة” وأضافت “بعد خاشقجي لا أحد يعرف” ماذا سيحدث. وكانت تشير لجريمة اغتيال جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
ولم تعرف عائلة السدحان عن اعتقاله إلا بعد مرور شهر عندما تلقت نبأ الاعتقال من السلطات وبدون تقديم معلومات أخرى.
ولم تثمر المحاولات المستمرة من العائلة والاتصال مع المسؤولين عن معرفة مكان اعتقاله إلا بعد عامين تقريبا حيث تلقت المكالمة القصيرة منه في 12 شباط/فبراير 2020. وقالت أريج: “المعلومة الوحيدة التي علمناها منه أنه في سجن الحائر” الذي يبعد 25 كيلومترا عن العاصمة الرياض. وقالت أريج المقيمة في الولايات المتحدة “كنا نستمع لشخص يقول له إن دقيقتك قد انتهت وبعدها قطع الخط وساد الصمت” و”من طريقة المكالمة ظهر أنه في وضع قاس”. ولم تسمع العائلة منه بعد تلك المكالمة أي شيء. و”كنا نأمل أن تكون المكالمة بداية لنهاية اختفائه القسري وسنسمع منه مرة أخرى، ومضى الآن عام ولا مكالمات أو زيارات”. وتساءلت “لماذا يواصلون تغييب شقيقي؟ وماذا يخبئون؟ وإذا كانت هناك اتهامات فلماذا لا يخبروننا؟”.
وفي الوقت الذي لم توجه فيه أية اتهامات إلا أن اعتقاله ربط على ما يبدو بحساب على تويتر باسم مستعار علق فيه على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في السعودية. وكان اللجوء إلى حساب مستعار أمرا عاديا في السعودية التي لا يسمح فيها بحرية التعبير ويقمع فيها الرأي المخالف. وفي 2015 اتهم موظفان في تويتر وهما علي الزبارة وأحمد أبو عمو بتمرير معلومات وتفاصيل شخصية عن 6.000 مستخدم إلى مسؤول سعودي على علاقة مع العائلة المالكة. وكشف موقع “بلومبيرغ” أن اختفاء السدحان كان نتيجة مباشرة لتلك العملية.
وأضافت “أن يصل بهم الحد إلى القرصنة على الشركات الأجنبية واستخدام أنظمة تجسس ورشوة الجواسيس لتسريب معلومات من شركة تعتبر حليفة للسعودية أمر صادم”. وقال المسؤول السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، عبر حسابه على تويتر، إن السعودية لديها طرقها الفنية و”سر لن أبوح به” لملاحقة الحسابات المجهولة.
وقال القحطاني في تغريدة عام 2017 “هل يحميك الاسم المستعار من القائمة السوداء؟ لا”. وتم منع المستشار السابق لخرقه قواعد النشر في تويتر ولعلاقته بجريمة قتل خاشقجي.
ولتذكر عام على مكالمة السدحان القصيرة قامت منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة حقوق الإنسان للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقسط بالإعلان عن هاشتاغ “أين السدحان؟”. وقال إنيس عثمان مؤسس منظمة حقوق الإنسان للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “اختفى السدحان قبل 3 أعوام تقريبا وسمح له بالحديث مع عائلته مرة واحدة ولعدة دقائق قبل عام ولا يعتبر هذا خرقا لحقوقه الإنسانية فقط بل وسبب ضغطا عظيما على عائلته التي تعاني من قلة المعلومات عن مكانه” وأضاف “في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 كتبت مجموعة العمل في الأمم المتحدة حول التغييب القسري إلى السعودية تطلب معلومات عن مصيره ومكانه ولم ترد السلطات”.
وكانت لجين الهذلول قد خرجت من السجن بعد 3 أعوام من السجن ولكنها ليست حرة كما قالت عائلتها. فالناشطة التي دافعت عن حقوق المرأة السعودية ليست حرة وممنوعة من السفر وتواجه خطر العودة للسجن. وعلقت أريج السدحان “من المهم الملاحظة أن من أفرج عنهم لا يتمتعون بالحرية الكاملة، ولا يزالون بطريقة ما في السجن، فهم ممنوعون من السفر وعليهم كل القيود” و”على الأقل يستطيعون رؤية عائلاتهم”.
وكشف وليد الهذلول، شقيق الناشطة أنه تحدث معها وهي في السجن وكان الصاعق الكهربائي قريبا من أذنها لو تحدثت بكلام غير الذي طلب منها قوله. وقالت أريج “ملاحظات وليد جعلتني أفكر هل هذا ما مر به أخي؟ هل وضعوا الصاعق الكهربائي قرب أذنه حتى لا يتحدث بحرية؟ وأستطيع تخيل الضغط والخوف الذي يتعرض له” و”لا يعني حديث شخص عبر الهاتف أنه في حالة جيدة”. وقالت إن مصدرا لم يكشف عن هويته أفادها بأن شقيقها أضرب عن الطعام مرتين وأنه تعرض للتعذيب وسوء المعاملة وقضى وقتا طويلا في الحجز الانفرادي. وقالت “من ارتكب التعذيب وغيب أخي يجب أن يقدم للعدالة.. فهم لم يعذبوا شقيقي بل وعائلتي”. وقالت “نحن مواطنون أمريكيون حرموا ممن يحبون وتعرضوا لتعذيب نفسي لمدة 3 أعوام، وهو كابوس لا ينتهي وندعو المسؤولين الأمريكيين المنتخبين لإنقاذ عبد الرحمن”. ونظر للقرارات السعودية الأخيرة الإفراج عن سجناء على أنها ترضية للإدارة الأمريكية الجديدة التي أظهرت اهتماما بحقوق الإنسان أكثر من الإدارة السابقة لدونالد ترامب. وقالت أريج “فرحت لتركيز الرئيس بايدن على موضوعات حقوق الإنسان وأنه ذكر حالة لجين بالاسم”. وأضافت “من المهم أن يواصل قادة المجتمع الدولي الضغط، كما لاحظنا سابقا فجماعات حقوق الإنسان الأمريكية تترك أثرا، ولدى قادة العالم صوت ومسؤولية وهم بحاجة لأن يكون صوت من لا صوت لهم”.
وقالت إن كل إعلانات السعودية بعد انتخابات بايدن عن إصلاحات قانونية وحقوقية تظل “وعودا فارغة طالما لم ترفق بعمل”. وقالت “لو أرادت السعودية أن تظهر إصلاحا حقيقيا فعليها أولا الإفراج عن المعتقلين السياسيين” و”3 سنوات من التغييب القسري ومكالمة لدقيقة، فاض الكيل”. و”آمل أن يكون هناك ضغط للإفراج عن أخي وكذا كل الأبرياء ممن ليس لديهم من يتحدث نيابة عنهم”.