متابعات-
كشفت وثيقة قضائية تفاصيل جديدة عن حكم محكمة جنايات بالسعودية بسجن المواطنة "نورة القحطاني" التي تبلغ من العمر 50 عاما، لمدة 45 عاما؛ لإدانتها بقائمة من الجرائم المزعومة من بينها استخدام الإنترنت وحسابات التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب عن المملكة وقادتها.
ووفق صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد أطلع على الوثيقة التي نشرت تفاصيلها، "عبدالله العودة" مدير منطقة الخليج في منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي"، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية، مقرها واشنطن، وأسسها الصحفي السعودي الراحل "جمال خاشقجي".
ووفقًا للتاريخ الوارد في وثيقة المحكمة بحق "نورة"، فقد صدر الحكم ضدها في 9 أغسطس/آب 2022، بعد إدانتها بتهم عدة، بينها سعيها إلى "تشويه سمعة" العاهل السعودي "سلمان بن عبدالعزيز" وولي عهده "محمد بن سلمان"
كما شملت قائمة الإدانات أن "نورة"، شجعت على المشاركة في أنشطة تضر بأمن واستقرار المجتمع والدولة.
وتضمنت التهم التي أوردتها الوثيقة، أن "نورة" أعربت عن "دعمها" لإيديولوجية تهدف إلى "زعزعة استقرار" المملكة، عبر الانضمام إلى مجموعة مخصصة لهذه القضايا على "تويتر"، ومتابعتها على "يوتيوب".
وبحسب الوثيقة ذاتها، أدينت "نورة" بتهمة "إهانة" رموز للدولة ومسؤولين، والسعي للإفراج عن المعتقلين، وعرقلة التحقيق في استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، من خلال "إتلاف وإخفاء استخدام الهاتف المحمول (المستخدم) في الجريمة".
كما أدينت بحيازة كتاب محظور، كتبه الداعية الشهير "سلمان العودة"، (مسجون منذ 2017) بعد أن دعا على "تويتر" إلى "السلام"، في أعقاب فرض ما اعتبر وقتها حصارا تقوده السعودية على قطر.
والكتاب الذي يُزعم أن "نورة" امتلكته، لم يكن أحد كتب العودة السياسية، بحسب نجله "عبدالله العودة"، المقيم في الولايات المتحدة، الذي وصفه بأنه كتاب عن تحسين الذات ومحاربة الأنانية داخلها.
ونصت الاتهامات الموجهة لـ"نورة" استخدام حسابين "مجهولين" على موقع "تويتر"، كان أحدهما باسم "Najma097" استخدم للمرة الأخيرة في 4 يوليو/تموز 2021، وكان يتابع 293 حسابًا. ويبدو أن بعض التغريدات كانت تنتقد "محمد بن سلمان"، وتدعم حقوق المعتقلين السياسيين.
وتشير وثيقة المحكمة أيضًا إلى تحليل فني أجراه مسؤولو السعودية، لكنها لا تحتوي على أي معلومات بشأن كيفية تأكد السلطات السعودية أن حسابات "تويتر" استخدمت من قبل "نورة".
يذكر أن "نورة" تعاني من مشكلات صحية، وهي أم لخمس بنات، إحداهن معاقة.
ويتعارض الحكم شديد القسوة الصادر بحق "نورة" مع الصورة العامة التي سعت الحكومة السعودية، وداعموها، إلى تعزيزها مؤخرا، بشأن تمتع المرأة بمزيد من الحرية الشخصية في ظل حكم ولي العهد، الحاكم الفعلي للبلاد.
والشهر الماضي، قضت محكمة استئناف سعودية بسجن "سلمى الشهاب"، وهي طالبة دكتوراه في جامعة ليدز وأم لطفلين، لمدة 34 عاما، بسبب حسابها على "تويتر"، ولمتابعتها، وإعادة تغريدات، معارضين وناشطين.
وقبض على "سلمى" وأدينت بعدما عادت إلى المملكة العربية السعودية لقضاء عطلة.