متابعات-
في الآونة الأخيرة، يعتمد القضاء السعودي على تغليظ الأحكام الصادرة بحقّ المعارضين والناشطين. آخر المعلومات الواردة من السعودية أشارت الى تعديل لافت في الأحكام الجائرة الصادرة بحقّ المعتقلين، وتشديد العديد منها الى مستوى الإعدام بعد أن كانت السجن لسنوات ليست بالقليلة.
تسريباتٌ أخرى تحدّثت أيضًا عن أن رئاسة محكمة الاستئناف المتخصّصة أمرت القضاة الجدد بتغليظ عقوبات المعتقلين، ومن لن ينفّذ سيُستبدل فورًا. كلّ ذلك يحصل في ظلّ صمت دولي تامّ يُتيح للسلطات ظلمها وتعسّفها كيفما أرادت وقررت، بلا حسيب أو رقيب.
ووفق المعطيات الأخيرة، لجأت محكمة الاستئناف إلى إعادة المحاكمة ضدّ محكومين سابقين لتصدر بحقهم أحكامًا انتقامية مغلّظة، كما حصل مع عالم الدين الشيخ عبد اللطيف الناصر، المعتقل منذ 2019.
محكمة الاستئناف قضت قبل أيام بسجن الناصر 35 عامًا، ومنعه من السفر مدّة مماثلة بعد نقض الحكم السابق بسجنه 8 سنوات، ما يعني أن عمر الشيخ الناصر سيكون أكثر من 90 عامًا عند خروجه من السجن، على ما تؤكد المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الانسان.
وفي حكم قاسٍ آخر، أيّدت محكمة الاستئناف المتخصّصة الأسبوع الماضي قتلَ القاصر جلال اللباد الذي اعتُقل عام 2017.
بالموازاة، كشف حسابا معتقلي الرأي والمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الانسان على "تويتر" عن تعرّض بعض أبناء قبيلة الحويطات المعتقلين لأحكام الإعدام التعسفية.
وأكد الحساب أن المحكمة الجزائية أصدرت أحكام الإعدام التعسفية ضد كل من عطالله موسى محمد الحويطي، شقيق زوجة عبد الرحيم الحويطي الذي قتلته الأجهزة الأمنية السعودية أثناء دفاعه عن أرضه وبيته من التهديم، وإبراهيم صالح أبو خليل الحويطي ابن عم الشهيد عبد الرحيم الحويطي.
وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة قد أصدرت في أيلول/سبتمبر الماضي حكمًا جائرًا بالسجن مدة 50 عامًا ضد اثنين من قبيلة الحويطات، على خلفية رفضهما الإخلاء القسري لمنازل الحويطات في محافظة تبوك.
وحتى الآن، بلغ عدد معتقلي قبيلة الحويطات 26 معتقلًا داخل السجون السعودية. وألصقت بهم تهمة مقاومة النظام الساعي لتهجيرهم بالقوة لصالح بناء مدينة أحلام ولي العهد محمد بن سلمان على شاطئ البحر الأحمر أو ما بات يعرف بمدينة "نيوم".
من جهتها، أكدت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن السلطات السعودية نفذت منذ بداية العام الجاري، 121 حكم إعدام، منها 81 حكمًا ضمن إعدام جماعي هو الأكبر في تاريخ المملكة السعودية.
ولفتت المنظمة في بيان إلى أن السعودية سجلت أرقامًا قياسية خلال السنوات العشر الماضية، حيث نفذت منذ العام 2013 حتى تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أكثر من 1100 عملية إعدام، أكثر من 990 منها نُفذ في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي بدأ مطلع 2015.