فايننشال تايمز-
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن سعي السعودية لتعزيز صورتها في الخارج من أبرز دوافع التعاقد مع نجم كرة القدم البرتغالي "كريستيانو رونالدو"، وهو ما دفع جماعات حقوق الإنسان إلى انتقاد "الغسيل الرياضي" لسمعة المملكة.
وذكرت الصحيفة، في مقال بعنوان "الظهور الأول لرونالدو يصنع توازنا دقيقا في الرياض"، أن السعودية شهدت الأسبوع الماضي الظهور الأول للنجم البرتغالي على الملاعب السعودية في لقاء استعراضي ضم فريق نجوم السعودية، بينهم "رونالدو"، ضد باريس سان جيرمان الفرنسي.
وأضافت أن الجماهير استقبلت اللاعب البرتغالي استقبالا احتفاليا، ثم انفجرت أيضا عندما ظهر الأرجنتيني "ليونيل ميسي" على أرض الملعب، ليخرج رئيس هيئة الترفيه في المملكة، "تركي آل الشيخ"، ويقول للجماهير: "أريدكم أن تشعلوا هذا الملعب!".
وأكد التقرير أن السعودية تولي اهتماما كبيرا لصفقة شراء "رونالدو"؛ بهدف تعزيز صورة المملكة في الخارج، وفق ما نقله موقع "عربي 21".
ووتابعت الصحيفة: "تندفع المملكة نحو الاستثمار في الرياض، بقيادة صندوق الاستثمار العام السيادي، الذي اشترى نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي عام 2021".
وحسبها يرفض المنتقدون هذا التوجه، باعتباره صرفا للانتباه عن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان قبل المباراة: "توقيع النصر مع كريستيانو رونالدو ينسجم مع نمط أوسع للغسيل الرياضي في المملكة العربية السعودية".
ولفتت إلى أن "آل الشيخ"، المقرب من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، تسبب في حالة استقطاب (انقسام) للرأي العام في الدولة المحافظة المتشددة سابقا، لكن العديد من الشباب السعودي ينسبون إليه الفضل في قيادة حملة لاستضافة الحفلات الموسيقية والبطولات الرياضية في المملكة.
وخلال المباراة الاستعراضية بين نجوم الدوري السعودي وباريس سان جيرمان، قال "آل الشيخ" للجمهور إن "هناك 140دولة تراقبكم. أنتم في لحظة تاريخية الآن".
وأشار المقال إلى أن القليل كان يتوقع قبل 10 سنوات أن تشهد السعودية مثل هذا الحدث، حيث تمايل الرجال والنساء معا على وقع موسيقى الهيب هوب في ملعب الملك فهد بالرياض. والمعروف أن النساء في السعودية لم يكن يُسمح لهن بدخول ملاعب كرة القدم قبل عام 2017.
بعد المباراة، عاد "رونالدو" إلى جناحه الفخم في فندق فورسيزون، حيث ورد أنه يعيش مع صديقته "جورجينا". ويشير المقال إلى أنه في وقت يُحظر فيه ممارسة الجنس بين غير المتزوجين في السعودية، تتبنى السلطات نهجا عمليا "لا تسأل ولا تخبر" مع الأجانب.
وأشار التقرير إلى إن المملكة تشهد إصلاحات اجتماعية واقتصادية عميقة في عهد ولي العهد "محمد بن سلمان"، الذي تتجه شعبيته إلى الفئة الأصغر سنا من السكان، تحت سن الثلاثين.
لكن الرجل القوى في المملكة واجه أيضا انتقادات شديدة في الخارج بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك موجة الإعدام الأخيرة والأحكام القاسية.
وانتقل "رونالدو" إلى صفوف النصر السعودي مطلع العام الجديد بعقد يمتد حتى 2025 مقابل 200 مليون دولار سنويا، في صفقة قياسية أثارت جدلا كبيرا.