متابعات-
أعلن الداعية السعودي عماد المبيض، الثلاثاء، الإفراج عنه ومغادرته المملكة، بعد أيام من اعتقاله على خلفية انتقاده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان.
وقال المبيض عبر صفحته في تويتر: "بفضل من الله تمكنت الخروج من البلد والوصول إلى دولة آمنة ولله الحمد".
والأحد، أوقفت شرطة محافظة الخبر بالمنطقة الشرقية في السعودية، مواطنا لمخالفته نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وفقا لبيان لـ"الأمن العام" الذي قال إن المواطن "وثق ونشر محتوى مرئيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضمن معلومات كاذبة من شأنها المساس بالنظام العام".
وربط ناشطون بيان الأمن بمقطع فيديو متداول على نطاق واسع لعماد المبيض، وهو داعية سعودي وشغل سابقا منصب إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام، مشيرين إلى "اعتقال الداعية".
وفي مطلع مارس/ آذار، نشر الداعية، عبر حسابه بموقع "تويتر"، مقطع فيديو قدم خلاله "نصيحة لولاة الأمور في المملكة"، موجها رسالة للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس هيئة الترفيه، تركي آل الشيخ.
وخلال المقطع قال المبيض " اتقوا الله في أمر البلاد، وأصلحوا ما يحدث فيها من طمس لعقيدة الإسلام، وتبديل هوية الإسلام بهويات أخرى مغايرة".
وتابع حديثه قائلا " هذه البلاد (السعودية) قامت على أساس العقيدة، وقامت على أساس دين الله وتطبيقه، وإن ما يحدث اليوم هو مخالفا لما قامت على أساسه هذه البلاد".
ووجه رسالة لتركي آل الشيخ، قائلا "اتقي الله فيما ولاك الله أمره، اتقي الله في شبابنا وبناتنا، اتقي الله في هذا الجيل".
وفي الثاني من مارس، نشر المبيض، مقطع فيديو جديد، قال إنه "لتوضيح ما فهمه البعض بشكل خاطئ من الفيديو الأول".
وظهر المبيض في مقطع الفيديو وأمامه ورقة مكتوبة، يقرأ منها، ليقول "ربما فهم البعض فهما خاطئا ما ذكرته في المقطع السابق، وأحب أن أوضح وأكد أن بلادنا وقيادتها وشعبها تنعم بخير عظيم وأمن وأمان ورخاء ونماء".
وأمام ذلك، قال ناشطون، إن فيديو المبيض الجديد يبدو أنه جرى تصويره داخل مكتب تحقيق للأجهزة الأمنية السعودية، وأنه ربما أصبح معتقلا الآن.
ولفت الناشطون إلى أن المبيض قد يكون تعرض لضغوطات حتى يظهر في الفيديو الجديد، وبدا لافتا توجسه خلال حديثه ومناظرته لأشخاص يقفون أمامه.
ويعد ظهور المبيض في فيديو يحمل طابعا نقديا لأوضاع المملكة، أمرا نادرا في الدولة التي تعتقل آلاف الدعاة والكتاب لأسباب سياسية.
وسبق أن وجه إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، نداءً مشابها، تسبب في اعتقاله وإصدار حكم بسجنه العام الماضي، لمدة 10 سنوات.
وقالت منظمات حقوقية إن اعتقال آل طالب جاء بعد إلقائه خطبة عن ضرورة "إنكار المنكر"، عقب تداول مقطع صوتي له هاجم فيه انتشار الحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه وما يعتريها من اختلاط بين الرجال والنساء.
وجاء اعتقال آل طالب ضمن حملة تشنها السلطات السعودية شملت عشرات الدعاة، جلهم منذ صيف العام 2017، ووجهت إليهم تهما مختلفة، وقضت بسجن بعضهم سنوات طويلة.
وعرفت المملكة لعقود قيودا شديدة بحق المرأة والفن واختلاط الجنسين والحفلات الغنائية، لكن قبل سنوات حدثت تحولات اجتماعية لافتة، عبر خطة رسمية لدعم الترفيه، وتأسيس هيئة له عام 2016، من أبرز أنشطتها إقامة مهرجانات وفعاليات فنية وغنائية يُشترط فيها رسميا "الحفاظ على الذوق العام".
وعام 2018، افتتحت السعودية أول دار سينما بعد حظر استمر لما يزيد على الـ35 سنة، قبل أن تطلق المملكة في العام ذاته ما عُرف باسم "موسم الرياض"، الذي يضم فعاليات غنائية وترفيهية أثارت الجدل كونه تجاوز الكثير من ممنوعات الماضي، وهو انفتاح حظي بإشادات من سعوديين وغربيين وأثار تحفظات على جرأة جزء آخر من الفعاليات.