متنابعات-
«بدل أن يتمّ تكريمه بعد نجاحه مسلسله الكرتوني الساخر الذي عُرض على شبكة «نتفليكس» عام 2021، صدر بحقّه حكم بمنع السفر والسجن». بهذه الجملة لخّص أحد المتابعين على منصة إكس قضية عبد العزيز المزيني الذي أعلن أخيراً صدور قرار بمنع السفر بحقه، مع حكم بالسجن 13 عاماً بسبب محتوى «مسامير» الذي يتولّى كتابته فيما يرسمه ويخرجه مالك نجر.
لم يكن المزيني يعلم أنّ مسلسله الساخر المتوافر على منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس»، سيتسبّب في دخوله السجن. فقد نشر صاحب شركة «ميركوت» للمنتجة للعمل في أواخر شهر حزيران (يونيو) الماضي، فيديو على السوشال ميديا، معلناً استدعاءه للتحقيق بسبب مضمون «مسامير». وقال عبد العزيز إنّ «لجنة في هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودي وجهّت إليه قرابة الـ 30 تهمة تتعلّق بالعمل الكرتوني. ثم صدر حكم بحقّه بالسجن 13 عاماً، تعقبها 13 عاماً أخرى من منع السفر». وأضاف: «حضرت بنفسي جلسة الاستماع إلى الدعوى المرفوعة ضدّي، واكتشفت أن هناك 25 مخالفة حُرّرت بسبب مضمون «مسامير»، أبرزها دعم المثلية الجنسية والإرهاب، بسبب ذكر بعض العبارات مثل «يا حمار» و«لعنة الله عليك» وغيرهما. سخرت من التطرّف الديني في عملي، وتحديداً من تنظيم «داعش»، فكيف لي أن أشجّع الإرهاب؟ تمّ تأويل الأمر وتحوير الأحداث بطريقة غريبة».
وما هي إلا أيّام معدودة حتى أزال عبد العزيز المزيني المنشور عن مواقع التواصل الاجتماعي. ثم راح ينشر صوراً لولي العهد محمد بن سلمان، رئيس «هيئة الترفيه العامة» في المملكة تركي آل الشيخ، ويمجّد أعمالهما الفنية. قبل أن يطل في فيديو آخر يعلن فيه أنّ «الخلاف طبيعي ويحصل بين الأب وابنه، وأنّه وُلد ويعيش وسيموت في المملكة».
هذا التخبّط، طرح علامات استفهام حول الضغوطات التي تعرّض لها المنتج السعودي لإزالة الفيديو الأوّل. مع العلم أنّه لم يهاجم أي طرف، بل استعرض ما حصل من دون أيّ إضافات. وصحيح أنّ «بو ناصر» يعمل جاهداً على إنتاج الأعمال الفنية والمهرجانات الغنائية لتلميع صورة بن سلمان، ولكن سقف الحرية لا يزال متدنياً في السعودية، حيث تكمّ السلطات الأصوات المعارضة لها.