كامل جميل - الخليج أونلاين-
إنجاز دبلوماسي كبير تسجله دولة قطر بنيلها عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يعكس التزامها الدائم بالدفاع عن حقوق الإنسان، ويعزز من قدرة الدوحة على أداء دور فعال في حماية الحريات والحقوق الأساسية للفئات الضعيفة في مختلف أنحاء العالم.
فوز قطر بعضوية مجلس حقوق الإنسان جاء إلى جانب 17 دولة أخرى، وذلك خلال انتخابات جرت، الأربعاء (9 أكتوبر الجاري)، بالاقتراع السري داخل الجمعية العامة في نيويورك.
سيبدأ الأعضاء الجدد المنتخبون في المجلس بممارسة مهامهم اعتباراً من 1 يناير 2025، وتستمر ولايتهم 3 أعوام، ولا تجوز إعادة انتخابهم مباشرة بعد شغل ولايتين متتاليتين.
يتكون مجلس حقوق الإنسان، ومقره جنيف، من 47 دولة، وتوزع مقاعد المجلس بين 5 مجموعات إقليمية هي أفريقيا (13 دولة)، وآسيا والمحيط الهادئ (13)، وأوروبا الشرقية (6)، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (8)، وأوروبا الغربية ودول أخرى (7).
مساعدات قطرية ضخمة
قطر تواصل منذ سنوات طويلة في أداء دور محوري بتقديم المساعدات الإنسانية لمناطق متعددة حول العالم، لا سيما مناطق الصراعات.
وتسخّر قطر جميع طاقاتها وقدراتها للدفاع عن حقوق الإنسان، وحمايته؛ من أبرز ما سُجل في هذا الإطار أخيراً إعلان الخطوط الجوية القطرية، في أبريل الماضي، تمديد شراكتها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الهدف من هذه الخطوة هو توفير الإغاثة الإنسانية ومساعدة النازحين واللاجئين في مختلف أنحاء العالم.
وفي أبريل الماضي أيضاً، قدمت قطر 3 ملايين دولار لمكتب مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان لدعم عمله الأساسي في أوكرانيا.
كما يتيح الدعم القطري إطلاق عدة مبادرات تعمل على "تعزيز البنية التحتية اللازمة لتقديم خدمات فعالة تهدف إلى دعم الأسر والأطفال الذين تضرروا من النزاع الدائر"، بحسب وزارة خارجية قطر.
وكانت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أكدت أمام جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأطفال والنزاع المسلح، في نيويورك، التزام قطر الراسخ بالعمل مع الأمم المتحدة وجميع الشركاء الدوليين من أجل تعزيز الجهود الرامية إلى منع نشوب النزاعات، والتخفيف من آثارها على الأطفال وحمايتهم.
وخلال أكتوبر الجاري، أطلقت قطر عبر الهلال الأحمر القطري حملة "الشتاء الدافئ لعام 2024-2025" تحت شعار "دِفْؤهم واجب"، وهي حملة خيرية سنوية اعتادت تنظيمها منذ عقدين، بهدف مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً في مواجهة برودة الشتاء.
عند التطرق إلى المساعدات التي تقدمها قطر للدول والشعوب المتضررة من جراء كوارث طبيعية أو نزاعات وحروب، نجد عملاً كبيراً يصعب تلخيصه في وقت قصير، تعمل خلفه جهات حكومية مختلفة، ويبرز منها:
خلال العقد الماضي، بلغ مجموع الدعم المقدم من خلال صندوق قطر للتنمية لقطاع التعليم حول العالم نحو 980 مليون دولار، حيث استفاد منها ملايين الشباب والأطفال في 65 دولة حول العالم.
في عام 2022، أطلق صندوق قطر للتنمية، خلال حفل رسمي على هامش أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مبادرة "النساء في مناطق النزاع"، لدعم النساء والفتيات في سياقات النزاع والأزمات.
شملت الخدمات التي صندوق قطر للتنمية خلال 2023:
- مجموعة من المنح بلغت قيمتها أكثر من نصف مليار دولار شملت التعليم والتنمية الاقتصادية، ودعم الميزانية، والرعاية الصحية.
- قدم لوكالة "الأونروا" 25 مليون دولار دعماً للاجئي فلسطين ولأنشطة الوكالة.
- أرسلت 7 شاحنات من المساعدات الإغاثية العاجلة إلى غزة.
- قدم الصندوق والهلال الأحمر القطري، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 2,344 مليون دولار لدعم اللاجئين والعائدين المتضررين في دولة جنوب السودان.
مشاريع "قطر الخيرية":
إجمالي قيمة المساعدات والمشاريع الإغاثية التي قدمتها جمعية "قطر الخيرية" طوال السنوات الخمس الماضية وحتى الآن قرابة 2.4 مليار ريال (659.3 مليون دولار).
استفاد منها قرابة 59 مليون شخص متضرر، وذلك في أكثر من 78 دولة.
مساعدات للنازحين السودانيين بقيمة تزيد على 31.8 مليون دولار، استفاد منها نحو 1.2 مليون شخص.
بلغ حجم المساعدات طوال السنوات الخمس الماضية وحتى سنة 2024 نحو 107.6 ملايين دولار، فيما تجاوز عدد المستفيدين قرابة 16.5 مليون شخص.
بلغت تكلفة العمليات الإغاثية في سوريا حتى الآن نحو 248 مليون دولار.
عضوية قطر في مجلس حقوق الإنسان تعزز من دورها في دعم أجندة التنمية المستدامة، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحقوق الإنسان؛ مثل القضاء على الفقر، وتحسين الوصول إلى التعليم، وضمان الرعاية الصحية للجميع، وهي من المجالات التي يمكن لقطر أن تسهم في تعزيزها على مستوى عالمي.
ومن خلال اهتمامها بحقوق الإنسان، وسعيها إلى التعاون مع مختلف الجهات والمنظمات الدولية في هذا الشأن، ستكون عضوية حقوق الإنسان داعماً لجهود قطر بإطلاق مبادرات مشتركة وبرامج تعاون دولية.