الخليج الجديد-
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء حقوقيون إماراتيون، مقطع فيديو يرصد انتهاكات ترتكب في سجن «الرزين» الإماراتي سيئ السمعة، حيث شبه الفيديو السجن بأنه «جوانتنامو الأمريكي»، وأطلقوا على المقطع اسم «جوانتنامو الإمارات».
وسلط الفيديو الضوء على معاناة سجناء الرأي الإماراتيين، من خلال محاكاة لحقيقة ما يحدث في سجن الرزين، وما يتعرض له المعتقلين هناك من سوء معاملة، وانتهاك لحقوق الإنسان، حيث صورت المشاهد بالفيديو وفقًا لروايات معتقلين مفرج عنهم.
وفي المقطع الذي حاز على ما يقارب 36 ألف مشاهدة حتى الآن على موقع «يوتيوب»، تمت الإشارة إلى الظروف القاسية التي يواجهها المعتقلون، بالإضافة لمعاناة عائلاتهم وأطفالهم الذين حرموا من زيارة والديهم منذ بدأت الإمارات حملة اعتقالات واسعة في صفوف المرتبطين بجمعية «الإصلاح».
وصور الفيديو محاكاة لنموذج للانتهاكات ضد المعتقلين، منها اقتحام قوة عسكرية إماراتية بقيادة «طارق حمد المقبالي» زنازين سجن الرزين السياسي مع 44 جندي نيبالي بهدف البحث عن قلم كتب به المعتقلين السياسيين رسالة تعزية لرئيس الدولة في قتلى الإمارات باليمن.
ونقل الفيديو دخول الجنود النيباليين مدججين بالأسلحة والقيود إلى العنبر رقم 10 في تمام الساعة الـ 11:30 مساء وقيامهم بإخراج جميع المعتقلين في العنبر إلى «الساحة الرئيسية» والبدأ بمداهمة العنبر بحثا عن القلم الذي كتب به التعزية.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي فقد أثار هاشتاج «جوانتنامو الإمارات» جدلا واسعا بين نشطاء وحقوقيون رافضين لتلك الانتهاكات وبين نشطاء مؤيدين للسلطة الإماراتية ويرون أن ما ورد بالمقطع إنما هو «محض كذب وتضليل وخيانة» طبقا لوصفهم.
وحاز هاشتاج «جوانتنامو الإمارات» على نسب مشاهدة عالية منذ بدء تداول المقطع على مواقع التواصل الإجتماعي.
وقد أكد الائتلاف العالمي للحريات والحقوق على رفضه ومطالبته بالإيقاف الفوري للانتهاكات التي تمارسها قوى الأمن وإدارات السجون والتي ترقى إلى جريمة التعذيب .
ونوه الائتلاف في بيان سابق له أن المعاملة اللاإنسانية والمهينة التي يتلقاها معتقلو سجن «الرزين» السياسي إنما تدل على سياسة متعمدة من السلطات الإماراتية لكسر إرادة المعتقلين وإضعاف عزيمتهم ومعنوياتهم، كما تدل في الوقت ذاته على استهتار بكل المواثيق والقوانين والثوابت الإنسانية واستهانة بالقانون الدولي وأحكامه التي أكدت على ضرورة تلقي المعتقلين كامل حقوقهم وحصولهم على الرعاية الكاملة.
وأطلق الناشطون اسم «جوانتامو الإمارات» على سجن «الرزين» نظرا لتشابه أفظع الممارسات والانتكاسات الحقوقية والإنسانية التي مورست في سجن «جوانتامو» الأمريكي في كوبا الذي كان يضم مئات أسرى الحرب من أفغانستان. كما يشبه ناشطون آخرون سجن «الرزين» بسجن «أبو غريب» في العراق الذي شهد أحد أخطر ممارسات حقوق الإنسان بعد الاحتلال الأمريكي لبغداد. بينما يرى ناشطون آخرون أن سجن «جوانتامو» هو ما يجب أن يحاكي تسمية سجن الرزين كون هذا السجن الذي يقع في صحراء أبوظبي فاقت فيه ظروف السجن والتعذيب السجون العالمية ذات السمعة السيئة.
ويقضي عشرات من معتقلي الرأي في الإمارات من القضية المعروفة إعلاميا بـ«الإمارات 94» عقوبة بالسجن تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات نتيجة حكم صادر عن دائرة أمن الدولة، التي وصفتها منظمات حقوق الإنسان بالمحاكمة المسيسة، بدعوى تشكيل «تنظيم سري يهدف إلى قلب نظام الحكم في الدولة»، انتقاما من المعتقلين الذين وقعوا على عريضة موجهة لرئيس الدولة في مارس/أذار 2011 تطالب بالإصلاح وبتطوير تجربة المجلس الوطني الاتحادي.
وتواصل منظمات حقوق الإنسان إثارة أوضاع معتقلي الرأي والمطالبة بالتحقيق في نحو 200 بلاغ بالتعذيب ترفض السلطات الأمنية أو القضائية التحقيق في أي منها فيما تواصل الأجهزة الأمنية تجاهل المناشدات الإنسانية التي لا تتوقف تطالب بالإفراج عن معتقلي الرأي في الدولة.