وليد الرجيب- الراي الكويتية-
للأسف الشديد صدر حكم قضائي بإغلاق جريدة الطليعة، وللأسف أيضاً فإن هذا الإغلاق لم يكن بسبب مخالفة قانونية، أو بإجراء تعسفي وانتقائي مثل اغلاق نادي الاستقلال في العام 1976.
كانت الطليعة طوال عقود هي الصوت الوطني العلني، وقبل أن تنشأ المواقع الالكترونية، التي تعبر عن المواقف الوطنية والتقدمية، فالطليعة كانت المرجع لكثير من الكويتيين والخليجيين والعرب، للاطلاع على الموقف الوطني والعربي.
وأعتبر أن هذا الاغلاق هو إساءة لذكرى المناضل الوطني الشريف سامي المنيس، الذي ظل محافظاً على مبادئه الوطنية ومواقفه المشرفة، ولم تجرفه الأهواء الشخصية أو الخلافات سواء داخل مجلس الأمة أو خارجه، وقد تشرفت بالعمل في الطليعة في السنوات 1992 وحتى 1994، باعتباري مسؤولاً عن الصفحة الثقافية، وكنت أكتب عموداً أو زاوية بعنوان «البوصلة».
وكانت «الطليعة» ذات موقف وطني مشرف وواضح، ولعبت دوراً أساسياً في الدفاع عن الدستور والحياة الديموقراطية، وتصدت كذلك بقوة للفساد، وكشفت للقراء ما خفي من تلاعب بالمال العام، كما كانت صوتاً مدافعاً عن القضايا العربية، وبالأخص قضية الشعب الفلسطيني.
وضمت «الطليعة» تاريخياً أسماء عربية عملاقة، وكذلك أسماء خليجية وكويتية عملت فيها، مثل الشهيد غسان كنفاني والشهيد ناجي العلي وغيرهما، وكان مقر الجريدة ملتقى للشخصيات الوطنية والتقدمية، يتبادلون أثناءها الأخبار والتحليلات السياسية والمواقف الوطنية، ويستمع إليهم الشباب وقيادات وعناصر الحركة الطلابية.
وقد عانت الجريدة من صعوبات مالية ونقص في الكوادر، وحاولت شخصيات وطنية حمل بقاء «الطليعة» على عاتقها، حتى تظل الصوت المعبر عن الحركة الوطنية، وتبرعت هذه الشخصيات بجهدها دون مقابل، وخاصة أنها كانت جريدة غير جاذبة للإعلان.
لا أعلم من صاحب المصلحة في اغلاق الطليعة، لكنه بالتأكيد ليس في مصلحة الحركة الوطنية ولا الأجيال القادمة، ويسهم في اضعاف هذه الحركة، كالشجرة الباسقة التي بدأ ينخر فيها الدود.