مجتمع » حريات وحقوق الانسان

‏«الإمارات تختطف بن صبيح من إندونيسيا».. وسم ينتقد «البلطجة العابرة للحدود»

في 2015/12/30

الخليج الجديد-

إثر كشف حقيقة خطف أبوظبي لمعارض إماراتي من إندونيسيا والقيام بترحيله سرا، انتشر وسم (‏#الإمارات_تختطف_بن_صبيح_من_إندونيسيا)، عبر من خلاله نشطاء في الإمارات وخارجها عن غضبهم وسخطهم من اختطاف الشيخ «عبد الرحمن بن صبيح السويدي» بهذه الطريقة المخابراتية من إندونيسيا، التي اتهموها بالتواطؤ مع أبوظبي.

وطالب النشطاء والمغردون بالكشف عن مصير «عبد الرحمن بن صبيح» أولا، والإفراج عنه وعن جميع المعتقلين، وانتقدوا اتهامه بالإرهاب مطالبين من يقول ذلك، من اللجان الالكترونية الاماراتية، بالدليل لا اتباع اتهامات السلطة له.

واتهم متضامنون النظام العالمي بأنه «مسؤول عن حياة عبد الرحمن بن صبيح»، مؤكدين أن «الإمارات انتهكت القوانين الدولية».

كما اتهم «عثمان المرزوقي» الأمم المتحدة بأنها «متورطة في هذه الجريمة»، ووصفها بأنها «عاهرة تضاجع الأنظمة القمعية مقابل أموال النفط».

وقال إن «إرهاب واختطاف المواطنين في الداخل والخارج خيانة للمبادئ التي قام عليها الاتحاد»، ووصف ما جري قائلا: «المزيد من إرهاب بلطجيتك العابر للحدود.. المزيد من العار يا وزير الداخلية».

إندونيسيا لم تعقب لأنها متواطئة

«أبو عبد الرحمن» الذي يطلق على نفسه «خليجي مستقل» كتب يقول: «من يتهم بن صبيح، بتمويل الاٍرهاب عليه أن يقدم الأدلة ولا يبرر انتهاك الإمارات لسيادة دولة واختطاف مواطن منها»، وأضاف: «الظلم لن يدوم ولابد لليل أن ينجلي ولن ينجو الظالم من العقوبة بإذن الله فالله يمهل ولا يهمل».

وتساءل: «لماذا لم تعقب إندونيسيا على الحادثة وهي جريمة إرهابية وفق القانون الدولي وإهانة لها إن لم تكن متورطة؟!»، محذرا من أن «المواطنين معرضون للأذى في الخارج بسبب خطورة سلوكيات عصابة غلمان أبوظبي» ـ على حد قوله.

كما تساءل: «هل ينتظرون كارثة تحل بالإمارات ليعوا خطورة هذه السلوكيات التي تمثل سلوك عصابات مخدرات وقتل؟»

وقال: «إن لم تكن إندونيسيا متواطئة فعليها تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد الإمارات لممارسة الاٍرهاب على أرضها».

وانتقد «أبو عبد الرحمن» من يمجدون انتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان، وإيذاء أهالي المعتقلين الشرفاء، وحرمانهم من أبسط الحقوق وإذلالهم واختطاف بناتهم، وقال إن منظمات حقوق الإنسان «كذبة صدقناها»، مؤكدا أن: «مصالح الدول الكبرى محمية من قبل هذه المنظمات اللا إنسانية».

واتهم العديد من المغردين إندونيسيا بتقاضي «رشوة من الإمارات مقابل قيامها بتسهيل عملية خطف بن صبيح».

قدم العمل الخيري باسم الدولة التي اختطفته!

ووصف الناشط الحقوقي د. «سليم سعيد» ما جري بأنه «أسلوب أمني رخيص بل قذر»، منوها لأن «عبد الرحمن بن صبيح قدم باسم الدولة (الاماراتية) الكثير من الانجازات في العمل الخيري؛ وكان جل عمله بعيدا عن الأضواء»، وأنه «رجل الشهامة والمروءة ووالد الأيتام والفقراء والمساكين».

ولفت لهذا أيضا الناشط «ابراهيم آل حرم» الذي سلط الضوء على «استغلال السلطات الظالمة لإنجازات السويدي وسرقة مجهوده»، مؤكداً أن «العديد من المؤسسات الخيرية التي يفاخرون بها العالم الآن، قامت على أكتاف السويدي، لكنهم نسبوها لأسمائهم ويكافئونه بالاعتقال».

يحاربون الخير

وكتب الناشط الحقوقي المصري والخبير في شؤون الخليج «عمار فايد» يقول: «محمد بن زايد يحارب الخير في كل مكان فقط لأنه خير بغض النظر هل يهدد حكمه البائس أم لا.. هكذا الشر دائما».

وأورد «فايد» الحديث النبوي الشريف: «ألا أخبركم بشر من ذلك؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره».

وكتب «راشد جاسم الشمسي» يقول: «نظام الإمارات يريد تأديب خصومه وسيبعث الله من يؤدبه..!!»، وأضاف: «كفي #عبدالرحمن_بن_صبيح شرفا أنه ينتمي للإماراتيين الذين رفضوا السجود لصنم #محمد_بن_زايد ودراهمه».

وكتب «أبو شنب» يقول: «لا يغرك من تجبر، فقد قرب يومه»، بينما كان رد فعل المغرد «زامري»، الذي يعتقد أنه داعشي، مبشرا بعنف مقابل عنف النظام حيث قال: «والله لن يردع حكومة الردة في الإمارات إلا بفتح جبهة جهادية فيها يُنحر فيها حُكامهم».

المستبدون يعملون في الظلام

وكتب المغرد «المواطنون السبعة» يقول معلقا على الاختطاف في جوف الليل: «الأنظمة المستبدة لا تستطيع العمل في وضح النهار وتجعل من القوانين غطاء لجرائمها».

وتابع: «عملية التسليم تثبت أنها جريمة تدخلت فيها قذارة أجهزة المخابرات بالرشاوى».

وكتب الناشط الحقوقي والكاتب «إبراهيم آل حرم» في سلسلة من تغريداته يروي بعض الإضاءات من حياة الشيخ «عبد الرحمن السويدي»، أظهر من خلالها العديد من الجوانب الإنسانية والحياتية والوطنية في شخصيته، مما عرفه وسمعه عنه ممن عايشوه.

وانتقد ما أسماه «قذارة النظام الإماراتي التي تجلت في عملية اختطاف السويدي»، مؤكداً أنها جريمة تنتهك كل الأعراف الدولية، مشيراً إلى أن الحكم الغيابي بحق السويدي» بالسجن 15 عاماً جاء في قضية (الإمارات 94) الشهيرة، والتي وصفت بأنها محاكمة سياسية بامتياز، وتعرض معتقلوها لشتى أنواع الانتهاكات والتعذيب.

وأكد «آل حرم» أن كل ذلك لم يدع للتكاسل طريقاً نحو السويدي، الذي لم يتأثر بكل ذلك وواصل عمله الخيري والإغاثي، مضيفاً أن هذا الشغف بالعمل الخيري جعله يضحي بحريته من أجل أطفال بورما ومشردي الأنظمة الاستبدادية في شرق آسيا وغيرها، مشيراً إلى رفضه الاستماع لمن نصحه بالتوجه إلى دول أكثر أمناً، وأنه كان يجيب دائماً بأن هناك آلاف الأيتام في رقبته ولن يتركم ويخذلهم.

وقال «آل حرم» إن الشيخ «عبد الرحمن السويدي» كان دائم القلق والتفكير في إخوته في المعتقلات السرية، يذكرهم ولا ينساهم أينما حل وارتحل، لكنه بات الآن معهم إلى حين أن يأتي فرج الله عليهم أجمعين.

اللجان الالكترونية تهدد الجميع

بالمقابل ظهرت أصوات تطالب – علي نفس الوسم – بعدم الدفاع عن «الإرهابيين» وتتهم «بن صبيح» بأنه «إرهابي»، وأن من يدافعون عنه «الإخوانجية»، وأنهم ينشرون «الأكاذيب والإشاعات"، وهدد أحدهم (زرياب) بأن «هذا مصير كل خارجي كان إخواني أو قاعدي أو داعشي ينسحب على خشمه»، بحسب قوله.

بيد أن نشطاء قالوا إن هؤلاء الذين يدافعون عن خطف واعتقال وتعذيب المعارضين الإماراتيين هم الأصوات النشاز العاملة في اللجان الإلكترونية الأمنية التابعة لأبو ظبي.

وقالوا إن هؤلاء الذين يشوشون على عمل النشطاء وارسال رسائل الشماتة والتشفي، لا يتجاوز عددهم 40 شخصاً، تتراوح حساباتهم بين الحقيقية والوهمية، وأنهم يتلقون مكافآت من السلطات نظير هذه التغريدات.

«ميدل إيست آي»: قلق من تعرضه للتعذيب

ونشر موقع «ميدل إيست آي» تقريراً سلط من خلاله الضوء على قضية اختطاف السلطات الأمنية الإماراتية للداعية من إندونيسيا، في عملية سرية جرت بالتواطيء مع بعض العناصر المرتشية في حكومة جاكارتا.

وأكد الموقع نقلاً عن مواقع ومؤسسات حقوقية تفاصيل عملية الاختطاف التي تمت بواسطة طائرة إماراتية خاصة، نقل بها« السويدي» من ولاية بتم الإندونيسية إلى أبوظبي، بعد أن كان من المفترض أن يتم إخلاء سبيله بعد انتهاء المدة القانونية لاحتجازه، وفق ما تم إبلاغ محاميه الخاص من قبل شرطة الولاية.

ونقل الموقع في تقريره المخاوف الكبيرة حول مصير «السويدي» في المعتقلات الإماراتية السرية، والخشية من تعرضه للانتهاكات الحقوقية والتعذيب الممنهج على يد عناصر أمن الدولة، حيث من المنتظر أن يتم تنفيذ الحكم الجائر القاضي بحبسه لمدة 15 عاماً، والذي حكم به عليه في قضية «الإمارات 94».

وأكد التقرير أن عملية الاختطاف غير قانونية ومخالفة لكل المعاهدات والمواثيق الدولية، وأن السلطات الإماراتية والإندونيسية تتحمل المسؤولية كاملة عن أمن وسلامة «عبد الرحمن السويدي.

وقال موقع «شؤون إماراتية أنه علم من مصادر خاصة، إن عملية التسليم تمت بطريقة غير قانونية على يد بعض المتنفذين الفاسدين في الحكومة الإندونيسية بالتعاون مع ضابط أمن إماراتي يدعى «عبد العزيز الشامسي»، كان مسؤولاً عن متابعة قضية «بن صبيح» في مراحلها المختلفة، من مراقبته إلى القبض عليه في إندونيسيا، وصولاً إلى ترحيله لأبوظبي.