مرآة البحرين-
عبّر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه العميق من استمرار السلطات في "اعتقال الأطفال دون سن الثامنة عشرة كجزء من حملتها المستمرة على الحركة المؤيدة للديمقراطية في البحرين التي بدأت منذ خمس سنوات".
وأشار المركز في بيان له إنه يواصل "توثيق حالات الاعتقال والاحتجاز والاعتداء الجسدي على الأطفال من قبل قوات الأمن وقد وثق 237 حالة اعتقال لأطفال في سنة 2015 فقط".
وأضاف "قامت السلطات البحرينية مؤخراً باعتقال ستة أطفال من منطقة سار، هم سيد علي عباس محمد (16 سنة)، والأشقاء جاسم محمد حسن (16 سنة) وحسن محمد حسن (15 سنة) وفاضل محمد حسن (13 سنة)، وسيد فاضل سعيد شمس (14 سنة) وسيد محمد هاشم شرف (13 سنة) وأمرت النيابة العامة بحبسهم على ذمة قضايا ذات خلفيات سياسية".
وأوضح أنه تمكن من الحصول على "تفاصل اعتقالهم ومعلومات حول مزاعم تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة بعد الاعتقال"
سيد علي عباس محمد، يبلغ من العمر 16 سنة، وهو طالب في الصف الثاني ثانوي ولاعب منتخب البحرين لكرة التنس الطاولة للفئات العمرية. في تاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أوقفت عناصر مدنية سيد علي مع مجموعة من الأشخاص الذين كانوا معه في السيارة التي كانوا يستقلونها عند الساعة الثالثة فجرا في منطقة باربار، ومن ثم قامت العناصر المدنية بنقلهم الى مركز شرطة البديع بسبب عدم حملهم لهوياتهم وعدم امتلاك سيد علي لرخصة قيادة. وبعد ساعات من نقلهم لمركز شرطة البديع تم الإفراج عن جميع الاشخاص الذين كانوا معه إلا سيد علي الذي شكلت ضده قضية مرورية وهي قيادة سيارة بدون رخصة حسب ما أفاد مركز الشرطة الى أهله الذين ذهبوا الى هناك للاستفسار عنه، كما تم إخبارهم في وقت لاحق إنه سيتم توقيفه وعرضه على النيابة العامة.
وبعد ثلاثة أيام من التوقيف تم عرض سيد علي على النيابة العامة بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ووجهت له النيابة العامة ثلاث تهم وهي صناعة قنابل وهمية وأجسام غريبة ووضعها بالشارع وحيازة مولوتوف وأصباغ والتجمهر والشغب، وقررت النيابة العامة توقيفه لمدة 30 يوم على ذمة التحقيق. وفي وقت لاحق أفاد سيد علي الى أهله بتعرضه للضرب قبل عرضه على النيابة العامة وذلك في مركز شرطة البديع من قبل أفراد الشرطة عبر الركلات في البطن والتعليق من الرقبة والرمي على الأرض والضرب على رأسه وقدميه بشكل متكرر وإجباره على الاعتراف على تهم لم يقوم بها وهي التهم ذاتها التي وجهتها له النيابة العامة والتهديد بتعرضه للضرب مره أخرى في حال أنكر التهم الموجهة له في النيابة العامة وهو الأمر الذي جعله يعترف بهذه التهم أمام النيابة العامة. كما أفاد لأهله انه كان يتعرض للضرب في كبائن موجودة في حرم مركز الشرطة وهي خالية من كاميرات المراقبة.
في تاريخ 21 ديسمبر/كانون الأول 2015، داهمت عناصر مقنعة بزي مدني برفقة قوات الأمن بزي عسكري منزل الطفلين جاسم محمد حسن، 14 سنة، وحسن محمد حسن، 15 سنة، عند الساعة 3 فجراً في منطقة سار بالقوة عبر كسر باب المنزل الخارجي، والدخول الى المنزل دون إبراز مذكر قبض أو إذن بتفتيش المنزل وقامت العناصر بتفتيش المنزل بالكامل واعتقال جاسم وحسن والخروج من المنزل دون إعطاء أي معلومات عن سبب الاعتقال أو المكان الذي سيتم أخذهم إليه، وفي الساعة 8 صباحاً تلقت عائلتهم اتصال حيث أفادوا بتواجدهم في مركز شرطة البديع وأخبروا أهلهم أنهم تعرضوا للضرب ومن ثم انقطع الاتصال. وفي تاريخ 23 ديسمبر/كانون الثاني 2015، تم عرضهم على النيابة العامة وقد وجهت لهم النيابة العامة تهمة تصنيع قنبلة وهمية وقررت توقيفهم لمدة 30 يوماً على ذمة التحقيق.
في تاريخ 28 ديسمبر/كانون الثاني 2015 قامت عائلتهم بزيارتهم في مركز توقيف حوض الجاف وهي أول زيارة لهم بعد الاعتقال وقد أفادوا لها بتعرضهم للضرب وسوء المعاملة وكانوا مصمدين الأعين طوال فترة وجودهم في مبنى التحقيقات الجنائية وذلك لمدة يومين. كما تعرضوا للتهديد بإرجاعهم إلى التحقيق وتعرضهم للضرب مرة أخرى في حال إنكارهم التهم الموجهة لهم أمام النيابة العامة، وقال حسن إنه تم تعريته وتهديده بالضرب على عضوه الذكري. أما جاسم، فقد أخبر أهله إنه من شدة الضرب الذي تعرض له أجبر على الاعتراف على شقيقة الأصغر فاضل، 13 سنة، وبأنه كان معهم في القضية المتهمين فيها. تم اعتقال فاضل بعدها بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني 2016 بعدما تم استدعائه لحضور النيابة العامة للتحقيق والتي وجهت له تهمة وضع جسم غريب في الشارع و حرق إطارات والتجمهر، ومن ثم قررت توقيفه لمدة سبعة أيام على ذمة التحقيق قبل أن تجدد حبسه في يوم الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2016 لمدة أربعة أيام.
في تاريخ 19 يناير/كانون الثاني 2016، استلم سيد فاضل سعيد شمس البالغ من العمر 14 سنه إحضاريه تطلب حضوره إلى النيابة العامة. وفي تاريخ 20 يناير/كانون الثاني، ذهب فاضل مع والده إلى النيابة العامة حيث قامت النيابة بالتحقيق معه دون حضور محامي ولم تسمح النيابة لوالده بالدخول معه إلى غرفة التحقيق. وجهت النيابة العامة له تهمة وضع جسم غريب في الشارع وقررت توقيفه لمدة 6 أيام رغم إنكاره للتهمة الموجهة له حسب ما أفاد إلى عائلته في وقت لاحق، والجدير بالذكر أن سيد فاضل هو أخ ضحية القتل خارج القانون الطفل سيد أحمد شمس الذي قتل بعد استهدافه من قبل قوات الأمن بطلقه مباشرة في عام 2012 مما أدى إلى وفاته.
في تاريخ 20 يناير/كانون الثاني 2016، استلم سيد محمد هشام شرف، البالغ من العمر 13 سنه وهو طالب في الصف الثاني إعدادي ولاعب منتخب البحرين لكرة التنس الطاولة للفئات العمرية، إحضاريه تطلب حضوره إلى النيابة العامة، وفي تاريخ 21 يناير/كانون الثاني ذهب سيد محمد مع والده إلى النيابة العامة حيث قامت النيابة بالتحقيق معه دون حضور محامي ولم تسمح لوالده بالدخول إلى غرفة التحقيق. وجهت له النيابة العامة بعدها تهمة وضع جسم غريب في الشارع وقررت توقيفه لمدة 5 أيام رغم إنكاره للتهمة الموجهة.
وطالب المركز في بيانه "الأمم المتحدة وحكومات الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وغيرها من الحلفاء المقربين من حكومة البحرين للضغط على الحكومة للإفراج فوراً عن جميع الأطفال المحتجزين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات الجارية في البحرين، وإسقاط كافة التهم والأحكام ضد الأطفال، وتنفيذ مواد اتفاقية حقوق الطفل المعتمدة من قبل البحرين، والتحقيق في جميع مزاعم التعذيب وسوء المعاملة للأطفال، ومحاسبة المسئولين عن تعذيب الاطفال وإحالتهم للقضاء".