عبد الله منور الجميلي- المدينة السعودية-
لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهود كبيرة في حراسة الفضيلة، وتحقيق الأمن المجتمعي!
وإذا كانت تلك الجهود فيما مضى تُركِّز على جانب (النهي عن المنكر)؛ فإنها اليوم تحضر أكثر؛ في جانب برامج وفعاليات التوعية والتوجيه؛ لأنّ (الأمر بالمعروف مُقَدّمٌ) على النهي عن المنكر، كما أكد معالي رئيسها العام (الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السند) ذاتَ لقاء!
وبما أن (المرأة)، وبحسب التعداد السكاني تُمثِّل 50% من المجتمع السعودي تقريبًا، ولأن أكثر نِقاط الجَدل والتَّمَاس التي تتعلق ببعض منسوبي (الهيئة)، وتتناولها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الحديثة، إنما تأتي غالبًا في القضايا التي تكون (حواء) طَرَفًا فيها؛ فقد حان الوقت لدخول (المرأة) في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فهي بلا شك الأكثر قُربًا لبنات جنسها، ولديها القدرة على فهم الجوانب النفسية والعاطفية والاجتماعية لَهُنّ، وما يحيط بهنّ من ظروف، وما يستجدّ في مجتمعِهِنّ من ظواهِر، ومتغيرات يفرضها الواقع المعاصر!
ولاسيما والدراسات العلمية المتخصصة، قد أكّدت على أهمية ذلك، كما نطقت به دراسة صادرة قبل أيام عن (كرسي أبحاث المرأة، وقضايا الحسبة) بجامعة حائل، نفّذها الدكتور خلف الشّغدلي، وجاءت تحت عنوان: (المرأة في الحسبة، أحكامه الفقهية، ومقاصده الشرعية، وضرورته الاجتماعية)!
تلك الدراسة أوصت باستحداث (وظائف نسائية) في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمُسمَّى (حُسْبَة نسائية)؛ لمواكبة أنظمة وزارة العمل، والقيام بدورهن في أربعة مواقع تشمل: الأسواق النسائية في المولات التجارية، والأسواق الشعبية، ومراكز الطب النسائية والتجميل، وصالات الرياضة النسائية، ومدارس البنات، والجامعات، والكليات النسائية.
أخيرًا في ظل ما تشهده (الهيئة) من خطوات تطويرية كبيرة وواضحة أتمنّى أن يكون أحد برامجها المشاركة الفاعلة لـ(المرأة) ذات التأهيل العلمي المتخصص بعد تدريبها على متطلبات المهنة، فتلك خطوة أجزم أنها ستساهم في توعية النساء، وستقضي على الكثير المشكلات التي يَتعرَّض لها بعض رجال الهيئة!