أيمـن الـحـمـاد- الرياض السعودية-
في ديننا عناية ورعاية وتقدير خاصة بالمرأة، والنصوص في ذلك كثيرة، وموروثنا من التقاليد يخبرنا بأنها دائماً محل الثقة.. نتناقض اليوم في شأنها، فنمنحها الثقة لتتولى زمام بيوتنا وأولادنا، ولا نثق أن تتولى أمرها، ألا يجدر بنا الخروج من ذلك التناقض لنهوّن على أنفسنا وطأة مسؤولية لا داعي لتحمّلها.. المرأة بطبيعتها تحب أن يُعتنى بها، لكنها تكره أن تكون تلك العناية مدخلاً للوصاية عليها أو سلبها حقها أو الاستنقاص من قدراتها؛ إن كانت في الأساس قد مُنحت ثقة الرعاية والحضانة وهي فيزيولوجياً وسيكولوجياً مهمات ينأى عنها الرجال وتشق عليهم.
المرأة في بلدي قادرة على الكثير، نثق فيها ونتجادل حولها حتى جعلناها قضية بحاجة إلى حل.. تقدمت بسرعة تجاه مناصب قيادية، وأهملنا تفاصيل مهمة في الخلف.. نقول ذلك وندرك بأن بعض الأنظمة قد لا تساعدها في أخذ حقوقها، بالرغم من أن الدولة -منذ بواكيرها- أولتها الاهتمام وانتزعت حقوقها من بعض ما كنا نعتقده موروثات علينا الحفاظ عليها، لنكتشف مع الزمن سوء تقديرنا.
تحظى المرأة اليوم بتقدير أممي بجعل الثامن من مارس يوماً يخصها، احتفاءً بها ولجعلها وقضاياها محط أنظار الأمم، فهي صانعة الرجال وحاضنتهم وفخرهم.. نخاف عليها ونقسو، لكن لا مبرر للخوف عليها في الأساس إن كانت هي من حافظت علينا وحمتنا حتى بلغنا رشدنا.
يهمنا في يوم المرأة العالمي أن نخبر المنظمات الدولية بأن المرأة في بلدنا شأنها شأن أي مكوّن فيه لا يخضع لاعتبارات ومقاييس وأخلاقيات تلك المنظمات التي صممت مبادئها وفق ما أملته تقاليد العولمة، فللمرأة في بلدي وفي كل مكان الحق أن تحافظ على موروثها وعاداتها لا أن تنسلخ لتصبح كائناً آخر، لن نقول بأن وضع المرأة لدينا مثالي؛ فتلك مبالغة، لكننا نعرف بأن المرأة تواجه تحديات كثيرة..
إن النظرة التي يجب أن تسود تجاه المرأة في بلدي وفي كل مكان هي نظرة الامتنان، لا الجحود ولا الشفقة ولا النقص، فجميعها لا تحتاجه، وإن أسوأ ما يخدش ذات المرأة أن تتخطفها التهيؤات والتخمينات والمبالغات.