سعيد محمد- الوسط البحرينية-
ربما أضافت إليها تجربتها الخيرية في أشهر رمضان المبارك الماضية أفكاراً جديدة تسهم من خلالها مع مجموعة من أخواتها المتطوعات في تقديم المساعدة للأسر المحتاجة ما أمكن ذلك، فمن جمع الملابس الزائدة عن الحاجة إلى توفير المتيسر من الأجهزة المنزلية، إلى فكرتها الجديدة وهي إعانة الأسر المحتاجة من خلال برنامج «إعادة التدوير».
هذا النموذج من النساء البحرينيات، على رغم ظروف حياتهن الصعبة ومعظمهن لا يعملن أو يعملن في وظائف بسيطة، يمثلن كل امرأة بحرينية، فنحن في المجتمع البحريني نفتخر أن النساء كان لهن ومازلن، أيادٍ ممدودة بالخير، ومهما تواترت الأزمنة واحتقنت الظروف، إلا أن اللغة الإنسانية البحرينية الأصيلة تطوف مناطق البحرين من دون حواجز المذهب والطائفة والتهم والازدراء والأفكار الدنيئة.
على العموم، بذلت البحرينية (أ.جمعة أم السادة) خلال السنوات الثلاث الماضية مع صديقاتها في مجموعة «فدك» الخيرية، جهداً ومتابعة أثمر عن النجاح في الحصول على مساهمات من المحسنين والتجار والميسورين في السلة الرمضانية، وهي تتنقل مع صديقاتها والفتيات العاملات معها من منطقة إلى أخرى، يسجلن أسماء الأسر المحتاجة ويحاولن قدر إمكانهن تقديم المساعدة من الأغذية والملابس والأجهزة المنزلية، كل ذلك يتم بعيداً عن صخب الإعلام والبهرجة والمن على الناس حفاظاً على ماء وجه الإنسان المعوز، وطلباً للثواب من الله سبحانه وتعالى فقط.
نموذج هذه المرأة المفخرة، يملأ القلوب بالتفاؤل والاعتزاز بأبناء البحرين من الطائفتين الكريمتين، فهذه اللغة البحرينية الخيرية هي التي بقيت وستبقى صامدة وقوية ومعطاءة، وكم هو جميل أن تتحرك «أم السادة» بإمكانياتها المتواضعة لتتواصل مع الأمهات والنساء المعوزات، أو اللاتي يعشن ظروفاً معيشية صعبة، لتسهم بكل طيبة قلب في دعمهن معنوياً ومادياً وكل ذلك من خير أهل الخير في هذا البلد الطيب الكريم.
حتى النساء المعنفات أو اللاتي يتعرضن لسوء معاملة أو لنقل تلك الأسر التي تعاني من التفكك والخلافات، فهذه السيدة وصديقاتها يستعن بالخبيرات وذوي المعرفة في المجالات الأسرية لإصلاح ما يمكن لضمان استقرار الأسرة، حتى أن الكثيرات يذكرن بالخير مثل هذه المبادرات النسوية الأهلية التي تحمل إلى البيوت باقات الخير والسلام والسعادة.
نعود إلى برنامج «إعادة التدوير»، فهذه الفكرة برزت لدى «أم السادة» كونها من الممكن أن تصبح مورداً للعديد من الأسر المحتاجة، وهي على رغم بساطتها، إلا أنها تصفها باختصار: «مهما كان الدخل... فهناك أسر في حاجة للقليل لكي تعيش بأمان وسلام»، وتقوم الفكرة على جمع الأوراق والصناديق الورقية والمعادن والمواد البلاستيكية التي يمكن للمواطنين التبرع بها، ومن ثم الاتفاق مع بعض الورش والمصانع التي تستخدم تلك الخامات في صناعاتها التحويلية لشراء ما يتم جمعه من مساهمات، فمن ناحية، تشجع الفكرة الناس على المحافظة على البيئة من خلال التخلص من بعض الخامات بطريقة صحيحة وآمنة وصديقة للبيئة، ومن جهة أخرى، تدر عمليات الجمع والبيع ريعاً سيذهب إلى أسرة محتاجة تعينها على الأقل في توفير الاحتياجات المدرسية أو الملابس لأطفالها.
من المؤكد، أن مثل هذه الفكرة ستنجح كما تتفاءل «أمل أم السادة» بكل أمل، فأهل الخير في البحرين، من كل المناطق والمدن والقرى، شاركوا في البرامج السابقة وامتدت يد الخير ولاتزال، وكذلك سيكون الحال بالنسبة لكل فكرة خيرية إنسانية تطوعية ترسل الزهور والقبلات إلى بيوت بحرينية هي جزء من الأسرة البحرينية الطيبة.