إسلام الراجحي - الخليج الجديد-
هو ليس احتفالا بعيد، وإنما يوم أعلن فيه الخليجيون البر بأمهاتهم.. هكذا مر يوم أمس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وسط جدل يتكرر سنويا، حول حرمة الاحتفال به، باعتباره «بدعة» تقلل من قدر الأم.
نشطاء «تويتر»، عبروا طوال أمس، (عيد الأم ويوافق 21 مارس/ آذار من كل عام)، عن حبهم لأمهاتهن، في الوقت الذي تحول اليوم للاحتفاء بأمهات «الشهداء» الذين قضوا نحبهم دفاعا عن بلدانهم.
«خالد بن أحمد»، وزير خارجية البحرين، كتب قائلا: «اللهم احفظ لي والدتي الغالية، واجعل أيامها أعياد تعودها بالصحة والسعادة».
فيما أهدى نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «محمد بن راشد آل مكتوم»، الشيخة «فاطمة بنت مبارك» (زوجة زايد بن سلطان رئيس الإمارات الراحل) قصيدة بعنوان «يا صانعة الرجال»، أشاد فيها بعطاء «أم الإمارات»، اللامحدود ومنزلتها العالية في قلوب الجميع متمنيا لها كل الخير والهناء.
النشطاء دشنوا عدة أوسمة، احتفالا بعيد الأم منها «عيد الأم»، و«لأمي في عيدها»، و«بلغوا أمي الحنونة»، و«جملة لأمي مشهورة»، حصل بعضها على آلاف التغريدات.
ونقل الشاعر «جار الله الغزي» عن والده قوله: «أمي غذتني درها عسل الأنهار.. أحلى من السكر وشط الفراتي.. لعلها في جنة الخلد مقرار.. ادعوا معي ياكود تقبل دعاتي».
كما نقل العديد من النشطاء كلمات الشاعر الراحل «نزار قباني» عن الأم، وكتبوها عبر حساباتهم، حين قال: «أنتي لي رحمة من الله بيضاء.. أحس السلام في أعتباك».
ناشطة تطلق على نفسها اسم (هذه هي الحياة)، كتبت: «لأمي كلمة حروفها قليلة لكن معانيها كثيرة، أنهار من الحنان والعطاء، لا تنضب ولا تجف، الحنونة، هي العون بالدنيا، وسبب من أسباب دخول الجنة».
فيما كتب «رضا الموسوي»، أمين جمعية العمل الوطني بالبحرين: «عيد الأم 21 مارس كرم الأولاد أمهم بحفلة بسيطة، قدموا الهدايا/ وأنا شملت بالتكريم، وكان الشعور لا يوصف كل عام والأم بخير».
بينما شهدت الحسابات نشر صور لأصحابها مع أمهاتهم، وسط كلمات من الإطراء والحب والتقدير.
لم يقتصر الاحتفاء بالأمهات الأحياء، بل تعدى لأمهات من قضوا نحبهم، فكتب «قصي البدران»، الصحفي ورئيس تحرير جريدة «الاقتصاد»: «إلى أمهات شهداء الوطن,, جبر الله مصابكن.. مع حبي وتقديري».
وكتب الناشط الإماراتي «عمر بو عميم»: «يوم الأم هو بالنسبة لنا يوم أم الشهيد، فجميع أبناء الإمارات هم أبناؤك، ونفخر أن تكوني أما لنا».
في الوقت الذي كتبت الناشطة «قدسي»: «إلى الأم المقاومة.. إلى أم الشهداء.. إلى أجمل الأمهات.. كل عام وأنتي للتضحية عنوان».
أما الصحفي العراقي «عثمان المختار»، فكتب: «إلى كل المحتفلين بـ«عيد الأم».. احتفلوا إن سمحتم بصمت، فهناك ملايين بالعراق وسوريا لا أمهات لهم قتلهم من أسس هذا العيد».
وجهة نظر أخرى، تناقلتها حسابات النشطاء، تصدرها تغريدتين للشيخ «سعود الشريم» إمام وخطيب المسجد الحرام، والعالم السعودي «عبد العزيز الطريفي»، حين كتبا أن بر الأم لا يحتاج إلى يوم للاحتفال به.
«الشريم»، كتب على صفحته بـ«تويتر»: «كل يوم تبر فيه أمك، فهو كالعيد لها ولك، ولن يختلف العقلاء جميعا، بأن من لم يعرف حق أمه إلا من خلال يوم واحد في العام، أول العاقين!».
فيما كتب «الطريفي»: «من لا يعرف أمه إلا يوما في السنة، فهو عاق لها، ومن يصلها ويهديها ويبرها كل يوم فلا معني لعيد الأم عنده، فعيد الأم مناسبة للعاقين لا البررة».
حيث كتبت ناشطة تطلق على نفسها اسم «بنت عبد الرحمن»: «عيد الأم لم يأت إلا في زمن العقوق، تجد البعض لا يزور والدته لو لساعة، ثم يبدع بهدية، في ذاك اليوم، فينشره ببرامج التواصل أنه الابن البار».
في الوقت الذي زاد نشطاء آخرون، عن الشيخين، بأن هذا عيد أجنبي، يهدف إلى إلهاء المسلمين عن بر الوالدين، إلا أن الناشط «سلطان القاسم»، كتب قائلا: «عيد الأم هي من فكرة، علي أمين، كاتب مصري في عام 1956، واختياره 21 مارس لبداية فصل الربيع المناسب للأمهات، أما الأمريكان يحتفلون به في شهر مايو».
وقال الناشط «إبراهيم الكومي»: «أن تهدي والدتك في عيد الأم، وتتمنى لها السعادة، شيء جميل جدا، ولم يحرمه نص في القرآن، بل قال الله: وبالوالدين إحسانا»، مضيفا: «احتفالنا بعيد الأم ليس محرما، وليس يعني أن نعقها في الأيام الأخرى»، وتابع: «احتفالنا بعيد الأم، والمرأة، والعمال، والطفل، كلها للتذكير بقيمة المحتفل به، وليس لممارسة عبادة وشعيرة لم يذكرها الله في كتابه فتكون بدعة».
وهو ما ذكره ناشط يطلق على نفسه اسم «مولتو»، حين كتب: «النهاردة اليوم الثاني لعيد الأم»، ليرد عليه ناشط يدعى «زيكا» قائلا: «اليوم.. ثاني أيام عيد الأم المبارك»، في إشارة إلى أن الاحتفاء بالأم في كل الأيام.
و«عيد الأم»، ظهر في مطلع القرن العشرين، يحصل في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها، وتأثير الأمهات على المجتمع، ويختلف تاريخه من دولة لأخرى، فمثلا في العالم العربي يكون 21 مارس/ آذار، أما النرويج فتقيمه في 2 فبراير/ شباط، وفي الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر/ تشرين أول، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو/ آيار، وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو/ آيار من كل عام.