مجتمع » شؤون المرأة

3 أدوار للمرأة داخل التنظيمات الإرهابية

في 2016/04/04

الوطن السعودية-

كشفت دراسة الدور النسائي في التنظيمات الإرهابية، حيث تلجأ الجماعات الإرهابية لتجنيد النساء عبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، كتكتيك إستراتيجي جديد، لسهولة تجنيدها عن طريق التأثير على وتر عاطفي حساس، وصعوبة ملاحظة أي تغيير جوهري عليها، وحددت ثلاثة أدوار تقوم بها المرأة في هذه التنظيمات.

المرأة أكثر خطورة

بينت دراسة عن "مشاركة المرأة في الإرهاب وعقوبتها" للباحثة مرفت السجان، صادرة من جامعة نايف للعلوم الأمنية أن "علاقة المرأة بالإرهاب لم تستحوذ على القدر الكافي من البحث العلمي والدراسة من قبل الباحثين والجهات الناشطة في مكافحة الإرهاب، رغم أن أدوار المرأة في التنظيمات الإرهابية أكثر خطورة من أدوار الرجل ذاته، نظرا لعاطفة المرأة الجياشة التي تجعلها عرضة للتأثر بأفكار من حولها، وخاصة إذا كبرت ونمت في بيئة فكرية تنتمي لتلك التنظيمات، مما يجعل من السهولة بمكان تجنيدها وانخراطها في العمليات الإرهابية، ومن ثم الدفع بها للتنفيذ والتحول للعمل الإستراتيجي واللوجستي الذي هو أخطر المراحل العملية لهذه التنظيمات".

وأوردت الدراسة إحصائية صادرة عن أحد مراكز الأبحاث بينت أن 40 % من مواقع أصحاب الفكر المتطرف تديرها نساء أعمارهن ما بين 18-25 عاما، وكان لهن الدور البارز في التأثير على الأخ أو الزوج للانضمام إلى جماعات الفكر الضال، مع تقديم الدعم المعنوي أو التقني لهذه التنظيمات.

أدوار رئيسية

عددت الدراسة ثلاثة أدوار تقوم بها المرأة في التنظيمات الإرهابية، وهي الإيواء والاختباء وخدمة العناصر التنظيمية المطاردة أمنيا، والعمل على نشر أفكار التنظيم، وبثها في أوساط المجتمعات العربية عبر مواقع الإنترنت، وجمع التبرعات المالية للتنظيم ليحقق مخططاته.

التوصيات

خرجت الدراسة بعدد من التوصيات لمواجهة تجنيد المرأة في التنظيمات الإرهابية هي: وضع خطط إستراتيجية علاجية لمكافحة التطرف الفكري والتكفيري لدى النساء، وحث الجهات الأمنية في المملكة ودول الخليج على استحداث أقسام نسائية أمنية، وتكثيف الأجهزة الأمنية المختصة في وزارة الداخلية الرقابة على النساء اللائي يلاحظ عليهن سمات التطرف، والتركيز على برامج المناصحة الموجهة للأسر المتطرفة التي تورط أفرادها في الإرهاب، وإنشاء حسابات نسائية في مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة التطرف الفكري والإرهابي، إضافة إلى تشديد الإشراف على دور تحفيظ القرآن وحمايتها من استغلال المتطرفين لها.

أسباب تجنيد المرأة

أوضحت الدراسة دوافع لجوء الخلايا الإرهابية إلى تجنيد المرأة في الأدوار اللوجستية، وهي قوة الحصار الأمني المكثف على الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وصعوبة تنفيذ الإرهابيين لتكاليف التنظيم، وسهولة تجنيد المرأة عن طريق التأثير على وتر عاطفي حساس، ونجاح النساء في تحقيق الأهداف والخطط الإرهابية مقارنة بالرجال، وقلة الكوادر النسائية الرسمية المدربة في الأجهزة الأمنية، وصعوبة ملاحظة أي تغيير جوهري على المرأة، إضافة إلى تضليل أجهزة الأمن وإرباك خططها الأمنية، ورغبة التنظيمات في أن تكون تحت الأضواء بعد فشلها، وكذلك سهولة الإيقاع بالرجل واستدراجه.

نبذة تاريخية

ذكرت الدراسة أن "قادة تنظيم القاعدة الأوائل لم يفضلوا مشاركة المرأة في العمليات الإرهابية ومنهم أيمن الظواهري الذي قال في لقاء مفتوح عام 2008 "ليس في الجماعة قاعدة حول جهاد نساء، ولكن نساء المجاهدين يقمن بدور بطولي في رعاية بيوتهن، وأبنائهن في شدة الهجرة والتنقل والرباط"، وهذا يؤكد أن قيادات التنظيم في بداية تأسيسه كانت تبقي المرأة بعيدة عن أنشطة الخط الأمامي من العمليات الجهادية.

وبدأ تنظيم القاعدة عام 2003 بإصدار بيانات إعلامية عن تجنيد النساء، وفي عام 2004 أطلق موقع على شبكة الإنترنت بهدف تجنيدهن. وعندما ظهر تنظيم "داعش" سار على خطى تنظيم القاعدة، ولكن بإستراتيجيات مختلفة، منها التوسع في العمليات الإرهابية، وتكثيف التوغل الإلكتروني، حيث كشف الإصدار الإعلامي للتنظيم الذي أطلق عليه مسمى "الفاجعة" حجم المشاركة النسائية وكشف عن وجود خمس سيدات مهاجرات في التنظيم.