عبدالله المزهر-
كنت قد «انتويت» عدم الكتابة عن بعض الموضوعات المملة، ومنها موضوع «قيادة المرأة» والعياذ بالله. ولكني شخص لا يلتزم بأي قرار يتخذه.
صحيح أن الكتابة عن قيادة المرأة شيء جديد ولم يكتب عنه أحد من قبل، وربما تسمعون بهذه القضية للمرّة الأولى، ولكنه موضوع ممل على أي حال ولا أنصحكم بقراءة أي شيء حوله بما في ذلك هذا المقال.
في حقيقة الأمر أيها السادة الأفاضل السائقون والسيدات الفاضلات الراكبات أنه لا يهمني أن تقود المرأة سيارة أو تقود دبابة، ولا يهمني مكان جلوسها في السيارة إن كان على يمين السائق أو خلف مقود سيارتها. ولكني فقط أحب التفكير بصوت مقروء في الأشياء التي لا أفهمها حتى وإن كانت لا تهمني.
يقال إن موضوع قيادة هذه المخلوقة «شأن مجتمعي»، أي أن المجتمع هو من يرفض فكرة أن تتحول المرأة من راكبة إلى سائقة، وأنه لا شأن «للدين» بهذا الأمر. وهذا كلام يبدو منطقيا ومقنعا، فمن حق أي مجتمع رفض أي شيء وقبول أي شيء.
لكني حين اقتربت من فهم الأمر سمعت حديثا لسماحة المفتي أطال الله في عمره يقول إن قيادة المرأة شر مستطير وخطر عظيم يجب ألا نقّره.
وسماحة المفتي ليس رجلا عاديا أو شخصا من عامة المجتمع يقول رأيه ويمضي، فرأيه توجيه للمجتمع من منطلقات دينية والمجتمع ينظر إلى رأيه على أنه «فتوى». وهذا يعني أني عدت للمربع الأول في عدم الفهم لأن فكرة أن القضية «شأن مجتمعي» لم تعد مقنعة لي كما كان الأمر قبل سماع رأي/ فتوى سماحته.
وعلى أي حال..
قلتُ في مكان ما لا أذكره، إن العالم حين يقرر الهجرة من هذا الكوكب سيكون السعوديون هم آخر من يغادره، سيكونون حينها مشغولين بالنقاش هل تقود المرأة مركبتها الفضائية أم تبحث عن «ليموزين» لأنها ملكة!