علي سعد الموسى- الوطن السعودية-
دعونا نناقش الاحتمالات على أساس أن العنوان بعاليه تمهيد لقرار افتراضي يصعب جدا أن يصدر. ولكي نبتعد عن التأويل، فبالنسبة لي الأمر محسوم، فلن تخرج زوجتي وبناتي إلى هذا الشارع المخيف لقيادة السيارة، ولكن: لدينا انطباع خاطئ أننا لو سمحنا للمرأة بقيادة السيارة فسنجد أنفسنا في صباح اليوم التالي أمام عدد مضاعف من السيارات في شوارعنا المزدحمة في الأصل. مساء البارحة، وباللغة الإنجليزية تصفحت بعض المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن ثنائية "المرأة والسيارة"، وكان من المدهش أنها بالعشرات، وقد يكون من المفاجأة أيضا أن تجد عدة مواقع إلكترونية تتوجه للمرأة الغربية وتهدف إلى قتل "فوبيا" قيادة المرأة للسيارة.
وفيما قرأت في ليلة طويلة فإن تعلم القيادة للسيارة يشبه إتقان لغة ثانية من الناحية العمرية. إن لم تبدأ التدريب في سن مبكرة سيصعب جدا أن تكون متوائما مع التيار العام. أحد هذه التقارير يقول إن قيادة السيارة بعد الخامسة والعشرين ستكون متعثرة. في سن الثلاثين ستكون صعبة جدا، وفي الأربعين ستكون بالغة الاستحالة لأن تحالف القوى العضلية والعصبية لم يعد يتحمل تجربة تركيز جديدة. ذات التقارير تتحدث عما يلي: من بين كل عشر سيارات في الشوارع الأميركية لا تحظى المرأة سوى بأقل من قيادة سيارتين. تنخفض النسبة في أوروبا إلى ما يقرب من سيارة ونصف السيارة من بين كل عشر سيارات، وهذا رقم صادم مدهش. تقرير آخر يتحدث عن دبي، حيث المرأة تقود سيارة واحدة من بين ثلاثين سيارة يقودها الرجال في شوارع هذه المدينة المفتوحة. وفي المجمل لا أستطيع كتابة هذه الأرقام واختزال هذه النسب في التقارير التي قرأت، ولكنني بالاختصار المفيد أستطيع القول إنه حتى في العالم الحر المفتوح ما زالت نسبة قيادة المرأة للسيارة خجولة قاصرة. ثلث بنات السويد في أحد ذات التقارير لم يجلسن أبدا على مقود السيارة. وكل ما خرجت به من هذه القراءات الطويلة في ليل طويل هو أننا خلقنا قضية رأي عام ضخمة دون أن ننظر إلى ما سيكون. ذهب بي الخيال إلى الفكرة المجنونة: إذا ما كان ثلث بنات السويد لا يردن قيادة السيارة، وإذا ما كانت أربع سيارات نسائية من مئة سيارة في شوارع دبي، وإذا ما كانت أميركا بحجمها ثم تقرأ هذا التقرير عن قيادة المرأة للسيارة في شوارعها، فلماذا أنشغل بقصة عشر نساء على أقصى الاحتمالات يقدن السيارة في شوارع مدينتي، وما الكارثة التي ستحدث؟.