الخليج الجديد-
اعتبر ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، اليوم الإثنين، المجتمع لا يزال غير متقبل لقيادة المرأة السيارة، معتبرا أنه لا يمكن أن يفرض على المجتمع أمرا لا يرغب به.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب إقرار مجلس الوزراء «رؤية السعودية 2030» التي تشمل إصلاحات اقتصادية لخفض الاعتماد على النفط، وشملت الخطة أيضاً جوانب ذات بعد اجتماعي، منها تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%.
ورداً على سؤال عما إذا كان تعزيز هذه المشاركة قد يؤدي للسماح للنساء بقيادة السيارات، أجاب: «قيادة المرأة لها علاقة بالمجتمع نفسه، يقبلها أو يرفضها»، معتبراً أنه «إلى اليوم المجتمع غير مقتنع بقيادة المرأة ويعتقد أن لها تبعات سلبية جداً».
وتابع: «أؤكد أن هذه مسألة لها علاقة بشكل كامل برغبة المجتمع السعودي لا نستطيع أن نفرض عليه شيئاً لا يريده، لكن المستقبل تحدث فيه متغيرات ونتمنى دائماً أن تكون متغيرات إيجابية».
والسعودية التي تطبق الشريعة الإسلامية ومعايير اجتماعية صارمة، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات.
ووافق مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها اليوم الإثنين برئاسة الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وخصصت للنظر في مشروع الرؤية التي وجه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسمها.
وقال «محمد بن سلمان بن عبد العزيز»، في مؤتمر صحفي عقب إقرارها، إن بلاده ستبدأ في تنفيذ «رؤية السعودية 2030» فوراً، وتحقيق كل ما ألزموا أنفسهم به، مشيرا إلى أن هذه الرؤية «لن تتحقق بدون الشباب».
وأضاف: «سمينا هذه الرؤية برؤية المملكة العربية السعوديّة 2030، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فوراً في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به».
وتابع ولي ولي العهد السعودي: «دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي التي تبنى على مكامن القوة، فالله حبانا وطنا مباركا أثمن من البترول، فيه الحرمان الشريفان، أطهر البقاع، وقبلة المسلمين، وهذا عمقنا العربي والإسلامي، وعامل نجاحنا الأول».
واستطرد: «بلادنا تملك قدرات الاستثمارية الضخمة، سنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا، وهذا هو عامل نجاحنا الثاني».
وأشار «بن سلمان» إلى أن «للمملكة موقع جغرافي استراتيجي وهي أهم بوابة للعالم ومركز ربط للقارات الثلاث وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث».
وأوضح أن هذه العوامل الثلاثة هي «محاور رؤيتنا التي نستشرف آفاقها، ونرسم ملامحها معاً، فثروتنا الأولى، شعب طموح معظمه من الشباب هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله».
وتابع: «لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل مشرق، وقادرون على أن نصنعه بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها».
وشدد على أن بلاده لن تنظر إلى ما قد فقدته أو تفقده بالأمس أو اليوم، بل عليها أن تتوجه دوماً إلى الأمام.
وتابع ولي ولي العهد السعودي: «لدينا قدرات سنضاعف دورها وزيادة إسهامها في صناعة المستقبل، وسنبذل أقصى جهودنا لمنح معظم المسلمين في العالم فرصة زيارة قبلتهم ومهوى أفئدتهم».
وأضاف: «سنحول أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، وسنحول صندوق الاستثمارات العامة من صندوق إلى مؤسسة استثمار دولية رائدة، وسنحفز كبريات شركاتنا السعودية لتكون عابرة للحدود ولاعبا أساسيا في أسواق العالم، كما سنشجع الشركات الواعدة لتكبر وتصبح عملاقة، ونستثمر ثروتنا في الداخل، من أجل إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية».