الوطن السعودية-
باشرت هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة التحقيق مع أعضاء عصابة منظمة تستدرج القاصرات الهاربات من أسرهن، والتحفظ عليهن في شقة أعدت لذلك، ومن ثم ابتزاز عائلاتهن لدفع مبالغ مالية مقابل إعادتهن. وعلمت "الوطن" أن هذه العصابة تتكون من رجلين وامرأة، حيث طالب المدعي العام بعقوبة تعزيرية ضد هذه العصابة.
ضحية عمرها 13 عاما
تكشفت حقيقة هذه العصابة بعد أن تلقت شرطة الجامعة بلاغا من مواطن ذكر فيه أن ابنته البالغة 13 عاما تغيبت عن المنزل، موضحا في محضر التحقيقات أن الطفلة تحمل معها هاتفا محمولا، وبعد التحري عن رقمه، اتضح أنه لا يزال يعمل وذلك من خلال الرسائل التي ترسلها لأسرتها. وبعد تحديد مكان الاتصال تبين للجهات الأمنية أن الطفلة توجد في حي الربوة، كما تمكنت الجهات المختصة أيضا من رصد أرقام تتصل بهاتف الضحية عدة مرات. وأضافت اللائحة أنه تم إعداد كمين محكم، حيث ألقت الشرطة القبض على صاحب سيارة أجرة كانت برفقته الطفلة، وبعد تفتيشه اتضح أنه يحمل هاتفا محمولا وفيه الشريحة التي تتصل على الفتاة وتم رصد ذلك الرقم، إلى جانب مبلغ مالي يقدر بـ 470 ريالا. وبعد التحري تم التأكد من أن الطفلة هي المتغيبة عن أسرتها. كما كشفت التحقيقات تورط شخص آخر في غياب الضحية عن ذويها، وتوفير مسكن لها مع عدد من الفتيات الأخريات الهاربات من أسرهن وجميعهن قاصرات.
اصطياد الصغيرات
اعترفت الطفلة المتغيبة أمام هيئة التحقيق والادعاء العام أنها خرجت من منزل أسرتها برغبتها وتغيبت عن المنزل 3 أيام، حيث استقلت سيارة أجرة وذهبت إلى أحد الأسواق، ومكثت في السوق منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل، حيث التقت بها امرأة وسألتها عن سبب وجودها في هذا الوقت المتأخر، فأخبرتها بأنه لا يوجد لديها مكان آخر تذهب إليه فطلبت منها مرافقتها. وبناء على لائحة الادعاء، وافقت الضحية على عرض السيدة بالذهاب معها، وركبت معها في سيارة صاحب الأجرة الذي قبض عليه وهي برفقته، ومن ثم ذهبت بها إلى شقة في حي النسيم تعود لسائق السيارة ومتهم آخر. وكشفت الطفلة أنها التقت بـ 4 فتيات صغيرات هاربات من أسرهن داخل الشقة، وكان الرجلان يحضران أي شيء تطلبه الفتيات، كما يرسل أحد أفراد العصابة رسائل إلى والد كل منهن يطلب منه تسليم مبالغ مالية نظير إعادة ابنته إليه، موضحة أن المتورطين كانوا يمنعونهن من الخروج وعدم العودة لأسرتهن، وكانوا يغلقون باب الشقة بإحكام حتى لا تتمكن هي أو الأخريات من الهرب.
تهديد وابتزاز
يؤكد والد الضحية الأخيرة أنه كان يستقبل رسائل ابتزاز وتهديد منذ أن غابت ابنته، وذلك من رقم مجهول وكان المرسل يطلب إعطاءه مبلغا ماليا مقابل إعادة الطفلة، وإلا فإنه سيقتلها. وجرى تفريغ الرسائل من قبل ضابط القضية المتضمنة تهديدا بقتل الفتاة في حال لم يتم تسليم المبلغ.
ومن خلال التحقيقات مع المتورطين ذكر المتهم الأول أن المتهم الثاني صديق له ويعمل كسائق أجرة وأنه اتصل به ليخبره بأن برفقته طفلة تدعي أنها لا تملك مكانا تذهب إليه، فأخذها من المتهم الأول ووضعها مع سيدة تدعى "أم زكريا" وهي زبونة دائمة مع المتهم سائق الأجرة، وبعدها بيومين اتصلت عليه لتخبره بأن يأتي لاستلامها لأن زوجها تضايق من وجودها في المنزل. أما المتهم الثاني، سائق الأجرة، فادعى أن الطفلة ذكرت له أنها جاءت من الرياض برفقة والدها الذي تركها في السوق ثم اختفى، فاتصل بالمتهم الأول وأخبره عنها، وطلب منه أن يأتي ليوصلها لأهله فاتضح أن رفيقه ذهب بها إلى زبائن لديه وذلك بغرض عرض الفتاة عليهم. وبالبحث عن سوابق للمتهمين، لم تجد الجهات الأمنية سوى حالة تحرش من أحد المتهمين. وانتهى التحقيق إلى أن ما قام به المدعى عليهم فعل محرم لقاء استدراجهم لفتاة قاصر، ومصادرة هواتفهم، ومصادرة مبلغ 1250 ريالا كان مع الفتاة لا يعرف مصدره، وأحيلت القضية بالكامل إلى المحكمة الجزائية للنطق بالحكم في حق المتورطين.