يبدو أن المرأة أكثر من تأثر بحادثة قتل الأم هيلة العريني من ابنيها التوأم، فلم تتردد نساء سعوديات في المنطقة الشرقية بفتح بيوت العزاء، للبكاء على تلك الأم وجلب واعظات للحديث عن بر الوالدين، وقتل النفس، بعد أن تداولت نساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات وأحاديث عن بر الوالدين والمعاناة التي تعيشها الأم فترات عدة في حياتها لإسعاد أبنائها.
في ليلة أول من أمس (السبت) وفي إحدى بيوت العزاء التي أقيمت في مدينة الدمام، قالت صاحبة الفكرة فوزية عبدالعزيز لـ«الحياة» إن «فكرة إقامة بيوت عزاء للمغدورة هيلة العريني، ما هي إلا تعبيراً عن حزننا أمهات على ضحية لا ذنب لها إلا إنها حملت بأبناء لم يبروا بها، وكثيراً ما تخيلنا الحادثة التي تركت أثراً في نفوسنا، علماً بأن عدداً من فاعلات الخير بادرن في توزيع وجبات ومواد تموينية صدقة جارية عن المرحومة، التي راحت بين ليلة وضحاها، فأبرز ما تم بحثه في بيت العزاء تعب الأم وتربيتها لأبنائها وفترة حملها وولادتها، فالقران الكريم وصف الحمل بأنه وهن على وهن، وتداولت متطوعات مقتطفات من الدروس المستفادة التي خرجنا بها وتوزيعها عبر الوسائل الحديثة من وسائل الواصل الاجتماعي («سناب شات»، وقروبات «واتس اب»، و«تويتر»). كما أن عددً من الحاضرات قمن بعمل فكرة حول كيفية بر الوالدين، وغرس تلك الخصلة في نفوس النشء، ولا سيما أن مجتمعنا محافظ ومتدين إلا إن حقوق الوالدين مازالت دون المستوى المطلوبة، والأم هيلة العريني ليست المثال الوحيد على عقوق الوالدين، فالعقوق يبدأ من عدم الاحترام والقيام بواجب الوالدين، ناهيك عن أمور أخرى تتعلق بالإرث والأمور المادية، والتقصير وغيرها من قصص لا حصر لها».
إحدى المعزيات تبكي قائلة: «خسارة بهما التعب»، قاصدة التوأمين الذين نفذا الجريمة، مضيفة: «المجتمع النسائي تحديداً مازال غير مستوعب ما حدث، والمفترض أن يتم الحكم عليهما أمام الجميع ليكونا عبرة للمجتمع، علما بأن وكالات أنباء عالمية نقلت الخبر بصورة أساءت إلى المجتمع العربي والسعودي، ولا سيما أن الحادثة ذات طابع إرهابي».
من جانبها، أوضحت الأخصائية النفسية الدكتورة سهير فهد أن «الحادثة أيقظت المجتمع على بر الوالدين، وغياب التربية السليمة، وغياب وعي الأهل، إضافة إلى عدم المعرفة التامة بالأضرار الناجمة عن عدم احترام الوالدين وضياع هويتهما خارج إطار المنزل».
مضيفة: «إن فكرة إقامة بيوت العزاء ما هي إلا تعبيراً عن الفاجعة وعن مشاعر أمهات يعشن بصدمة، فكل واحدة أصبحت تفكر بطريقة أثارت الرعب بقلبها أماً، والآباء يرثون حال الأب الكاهل في السن، بما يكون طفل قادر على الدفاع عن نفسه أكثر منه، فرجل يبلغ من العمر 76 سنة، هل يعقل أن يطعن بطريقة بشعة؟ فحالياً يعيش المجتمع السعودي وسط تقلبات جديدة حول بر الوالدين والمخاوف من التأثيرات الخارجية على الأبناء، وهنا لا بد من استحداث خطط جديدة مع وزارت معينة لتغيير الفكر السلبي والطاقات السلبية وتحويلها إلى فكر إيجابي».
وكالات-