مجتمع » شؤون المرأة

سجن النساء السعوديات!

في 2016/06/29

 (النساء السعوديات اللاتي تستهويهن جداً قيادة السيارة، وفي ظِـلّ مَـنعهِـنّ منها قُـمْـنَ بالـتّحايل على ذاك القانون؛ فمنهنّ مَـن لَـجَـأ إلى سيارات التّـصَـادم في مُــدن أو حدائق الألعاب؛ لتكون هي البديل المناسب؛ حيث غَـيّـرْنَ أُسس اللعبة، فهن يَـتَـجَـنّـبْـن أثناءها التصادم؛ من أجل الاستمتاع بقيادة هادئة وسلسة خلال الدقائق الخمس المخصصة.

وأما الـثّـرِيّـات مِـن السّـعوديات فحاولن خَــرْقَ ذلك الحظر، والجلوس خلف عجلة قيادة السيارات الحقيقية، والانطلاق بها في الصحراء بعيداً عن الأعين، حيث تَـقِــلّ احتمالات القبض عليهن، واتهامهن بمخالفة قوانين الدولة)!

هذا ما ذكره تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قبل أيام، وهنا ليست قيادة المرأة للسيارة قضيتي، بل ما أعجب منه، وكررته كثيراً في هذه المساحة، كيف تم تصدير تلك القضية الهامشية إلى العَـالَـم الخارجي؛ لتحضر دائماً في وسائل إعلامـه، وفي الحوارات والمؤتمرات الصحفيّـة لمسئولينا ،تحضرُ وكأنها أزمة وطن ومجتمع، وتأتي لتكون هي المثال والأنموذج لاضطهاد المرأة في مجتمع ذكوري سعودي لاهَـمّ له إلا سحقها، (كما يزعمون)؟!

أيضاً وانتصاراً لتلك القضية فكل (سُعـودِيةٍ) تحمل راية (قيادة السيارة) نراها حاضرة عند بعض الجمعيات والهيئات لتكون ضمن قائمة الأكثر تأثيراً في العَـالَـم، ولتأخذ لقب (سفيرة الـنّـوايا الحسنة)!

يحدث هذا بينما يتم تجاهل ما تحقق للمرأة السعودية من منجزات خلال السنوات الماضية، فقد دخلت مجلس الشورى بنسبة تمثيل وصلت لـ (20%) من أعضاء المجلس الذي يبقى أعلى سلطة تشريعية في البلَــد، وهي النسبة التي تضعها الأولى خليجياً، والخامسة عربياً في نسبة التمثيل البرلماني، وفي المرتبة (76 بين 190 دولة)!

و(السّـعُــودية) اقتحمت مجالس الغُـرف التجارية والأندية الأدبية، وكذا المجالس البلدية، أما الأهمّ فـ (النساء السعوديات) شريكات في صناعة التنمية الوطنية، وحاضرات وبقوة في الميادين العلمية والثقافية والفكرية والاجتماعية داخلياً وخارجياً، ولهنّ الكثير من الابتكارات والمبادرات الرائعة؛ وقد تَـربع العديد منهنّ على مناصب قيادية في مختلف المجالات.

فمتى تنتهي مرحلة سِـجْــن (حـواء السعودية) في الزوايا الضيقة، والقضايا الهامشية إعلامياً؟! ومتى تأخذ ما تستحقه؟! ومتى ينصفُ الـرّجُـل السعودي المسكين؟! الذي أرى لامثيل له في احترام المرأة، فهو راعِ وخادم لها أُمّـاً وأختَـاً وبِـنْـتَـاً وزوجة وقريبة وشريكة في الحياة، أخيراً هل نحن بحاجة لتأسيس (جمعية للدفاع عن الـرِّجال السعوديين وحمايتهم من الـظّـلم)!

عبد الله منور الجميلي- المدينة السعودية-