حالة من الجدل، شهدها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بالمملكة العربية السعودية اليوم، على خلفية انتشار وسمين يرفضان إسقاط الولاية على المرأة.
وتفاعل سعوديون بشكل واسع، مع القضية ذات الحساسية الخاصة في سياق تقاليد المجتمع السعودي المحافظ في غالبيته، من الناحية الدينية والاجتماعية.
وكانت الفئة الأغلب من المشاركين في الوسمين، الذي جاء بعنوان «أنا سعودية ارفض إسقاط الولاية»، و«سعوديات نطالب بإسقاط الولاية»، هم من رافضي إسقاط الولاية، حيث أشاروا إلى أن هذا من صميم الدين، وحماية للمرأة.
بينما طالب آخرون بإسقاطها حتى تتمتع المرأة السعودية بحريتها، لتحقيق نوع من المساواة بين الرجل والمرأة في البلاد، على اعتبار أن المرأة لا تقل شأنا عن الرجل في المجتمع السعودي.
في الوقت الذي ذهب فريق ثالث إلى جعلها اختيارية.
مؤيدون
المؤيدون للوسم، كانوا الفئة الأكبر من المشاركين فيه، فقالت «كاتبة هلالية»: «أنا ارفض إسقاط الولاية.. الله يطول بعمر أبي.. أنا بدونه ما أسوى شيء.. وراضية بتملك المجتمع الذكور لنا».
وأضاف «نوف»: «أتمنى لكل من طلبت إسقاط الولاية ترجّع الجنسية وتروح لبلدها الأصلي لأن هاذي قيم ومبادئ إسلامية تربينا عليها».
واتفقت معه «النرجسية»، حين كتبت: «وكل حثالة طالبت باسقاط الولاية راح يكون مكانها الطبيعي تحت الأقدام.. مو عاجبتك الولاية انقلعي لبلدك الأصلي».
وتابعت «شموع»: «أبوي عز لي واخواني سند.. وزوجي ظل لي من حر الزمن.. ولي ولد أشوفه شبل لأسد.. حزام لي وحامي لدينه والوطن».
بينما غردت «شوق الحنين»: «نعم اقولها بكل ثقة.. أنا بدون ولي أمري من أكون.. لن أكون إلا بنت للشوارع».
ووجهت «النافحية» رسالة قالت فيها: «إلى كل علماني وليبرالي ورافضي انا بنت بلدي وهذا مكاني فان لم يعجبك امري فدعني ودع ولايتي وحجابي».
وأشارت «جود العسيري»، بالقول: «والله أنا عاجبني خوف أبوي علي.. وغيرت إخواني علي.. والمحافظة علي من قبل وطني.. ومن قبل أهل المعروف.. دام عزكم والله».
وغرد «محمد المسعود»، قائلا: «هذا ليس تفكير بنات السعودية ولا يمكن أن يكون.. لأنها بنت مسلمة شريفة وتعرف دينها جيداً ولا تطالب بما يخالف دينها».
وأضاف «عبدالحكيم المفتي»، قائلًا: «ارجعوا إلى أقوال العلماء عن وجوب المحرم أو الولي للمرأة في السفر.. الحكمة من اشتراط المحرم في السفر للعلم بذلك وعدم اتباع أقوال الجاهلين».
ودخل الشيخ «سعود الشريم» إمام وخطيب المسجد الحرام على خط الأزمة، بتعليقه: «طلب إلغاء ولاية الرجل على المرأة مُضاد للشرع؛ فإن الله الذي لم يبعث امرأة قط (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إَلَّا رِجَالًا) هو القائل: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)«».
وأضاف «الشريم»: «ولاية الرجل على المرأة حماية لها، ولكنها لا تعني كبتها، واستبعادها أو منع حقها».
معترضون
المعترضون، على الولاية، كان لهم رأي آخر، فكتب حساب يحمل اسم «الحقيقة»: «في السابق العبيد يمدحون مُلاّكهم لينالوا رضاهم، واليوم المرأة المملوكة تفعل نفس الفعل لتنال رضا المتطرّفين».
وعلقت الإعلامية السعودية «إيمان الحمود» على تصريحات «الشريم»، وقالت: «لكن الله بعث من ربت (آسيا)، ومن أنجبت (مريم)، ومن ساندت (خديجة)، عليهن السلام جميعًا، كن عماد النبوة ياشيخ».
وأضاف «تركي الحمد»: «مشكلة كبيرة أن تتوهم الفتاة أنها بدون رقيب عليها أنها ستفسد.. هذا يدل على نقص بهم ولا يدل على كمال وصلاح».
وتابع «عبد الله مقحم»: «إنهن مصابات بالمازوخية.. وهي اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بِالألم الواقع على الشخص نفسه. أيّ التلذذ بالاضطهاد عامةً».
فيما كتبت «نور» موضحة: «إسقاط الولاية لا تعني البراءة من أهلك.. ولا التمرد.. ولا انفلات أخلاقي.. هي تعني أن تتخذي قرار لا أن يُتخذ عنك».
وأضافت «أريا»: «حين تكون المرأة عدوة نفسها، فماذا تتوقع من أجيال تنشأ تحت يديها سوى مُعاداة الحُرية والحَياة».
وتابعت «تالي»: «من صنع هذا الهاشتاق المضاد هم أنفسهم من وقفوا ضد حق المرأة في التعليم والعمل.. والآن يقفون ضد حقها في إسقاط الولاية».
وغردت «سهير العتيبي»: «أنا مع هالقرار صراحة كثير بنات انظلموا وماخذوا حقهم الكامل وانحطوا تحت إخوان أو أب ظالم!».
وأضاف «عبدالرحمن اللاحم»: «من خلال عملي بالمحاماة ومن خلال الكثير من القضايا التي اطلعت عليها؛ فإن ما يسمى بالولاية على المرأة هو رق جديد».
وتساءلت «منال»: «ألم يحن الوقت لتُعامل النساء كمواطنات بالغات راشدات، وليس كقاصرات وفاقدات للأهلية».
تخيير
رأي ثالث، طالب بجعل الولاية اختيارية، فكتب «فارناكيل ليكتر»: «أرى ان من العدل هو ان تكون الولاية أمر إختياري للمرأة، والقرار يعود لها بالكامل أن تكون مستقلة أم لا».
وأضاف «عبد الله المالكي»: «كويس إذا خلوها اختيارية.. اللي ودها تبقى قاصر وناقصة الأهلية فتبقى.. وإلا تعتبر نفسها كاملة الأهلية فمن حقها».
وتضامن «طارق الحبيب» استشاري الطب النفسي مع الحملة، لكنه طالب بالعودة إلى «الولاية بمفهومها المحمدي»، وقال «الحبيب»: «نطالب باسقاط الولاية الظالمة والعودة للولاية بمفهوم المسؤولية المحمدية التي يحمي فيها الرجل المرأة ولا يحيا مهينا أو مستغلا لها».
يشار إلى أن محاكم السعودية، بمختلف المناطق، قد استقبلت 11 ألفًا و130 طلب صك إعالة وولاية، خلال 2013-2014، وفقًا لإحصائية صادرة عن وزارة العدل بالمملكة.
وتواجه المرأة السعودية، صعوبات منتظمة عند إجراء معاملات مختلفة من دون أحد أقاربها الذكور، مثل استئجار شقة أو رفع دعاوى قضائية.
وفي تقرير سابق، ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أن نشطاء في مجال حقوق المرأة دعوا الحكومة السعودية بشكل متكرر إلى إلغاء نظام ولاية الرجل، وهو ما وافقت عليه الحكومة في 2009 و2013، بعد المراجعة الدورية الشاملة للسعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتضيف المنظمة: «وبعد هاتين الجلستين، اتخذت السعودية خطوات محدودة لإصلاح بعض جوانب نظام ولاية الرجل، ولكن التغييرات التي أحدثتها تبقى ناقصة وغير فعالة، وهي لا تكفي. مازال نظام ولاية الرجل إلى اليوم دون تغيير تقريبا».
تويتر-