ارتفعت نسبة الحوادث المرورية ارتفاعا جعلها على رأس القائمة الدولية في عدد حوادث السيارات وما يترتب عليها من ضحايا بشرية وخسائر مادية، هذا الارتفاع في ظل منع المرأة من قيادة السيارة مكنت من إطلاق استفتاء ساخر قبل فترة من الزمن يطالب بالتصويت بنعم أو لا على سؤال: هل توافق على قيادة الرجل للسيارة؟
والاستفتاء الساخر معارضة لاستفتاءات «جادة» طرحت من قبل حول الموافقة على قيادة المرأة السيارة أو عدم الموافقة على ذلك، وإذا كان ذلك الاستفتاء «الجاد» يكتسب جديته من اختلاف الآراء داخل المجتمع بين مطالب بتمكين المرأة من قيادة السيارة ورافض لذلك، فإن الاستفتاء الساخر يتأسس على أن المتسببين في حوادث المرور جميعهم من الذكور سواء كانوا مواطنين أو وافدين، وما دامت الحوادث التي تسببوا بها قد بلغت هذا المستوى العالمي فإن صلاحيتهم لقيادة السيارات تصبح موضع تساؤل.
وبعيدا عن هذا الاستفتاء الساخر وذلك الاستفتاء الجاد فإن النسبة الاستثنائية لعدد حوادث السيارات في المملكة قياسا ببقية دول العالم وكذلك الوضع الاستثنائي الذي يمنع قيادة المرأة للسيارة وهو وضع استثنائي على مستوى العالم، هذا التلازم بين الاستثنائين يطرح سؤالا عما إذا كان منع المرأة من قيادة السيارة يشكل واحدا من جملة الأسباب التي تقف وراء ارتفاع نسبة الحوادث؟
وإذا كان الاضطرار إلى استقدام السائقين ممن يحسن القيادة وممن يجيء لكي يتعلمها لدينا يشكل رابطا واضحا بين ارتفاع نسبة الحوادث وحرمان المرأة من قيادة السيارة، فإن استقلال الرجال لدينا بقيادة السيارات حوّل قيادة السيارة إلى فعل ذكوري بحت يغري بالقوة والعنف ومخالفة الأنظمة من تفحيط وقطع للإشارات وزيادة في السرعة وما إلى ذلك مما يترتب على تصور ذكورية قيادة السيارة.
سعيد السريحي- عكاظ السعودية-