في مجتمعنا يكثر الحديث عن كل ما يخص المرأة وكأن ممارستها لكافة حقوقها ومتطلبات حياتها تنتقص من شأن بعض الرجال وتهدد وجودهم وهذا تفكير غريب لا يليق بمجتمع متعلم نال قدرًا كبيرًا من الثقافة والتناغم مع المجتمعات الأخرى.
ولكننا اليوم نعيش عصرًا ذهبيًا ينتهج فيه المجتمع الوسطية والاعتدال والتسامح.. ولعل في تعيين سمو الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان وكيلة الرئيس للقسم النسائي بالهيئة العامة للرياضة قرارًا حكيمًا من قيادتنا الرشيدة وبوابة لمستقبل مشرق متفائل وسموها تستحق منا جميعًا ان نهنئها وندعو لها بالتوفيق في هذا المنصب الذي طال انتظاره فشكرًا من الأعماق لقيادتنا الحكيمة وتقديرها للمرأة.
نحن اليوم بحاجة لرفع مستوى الوعي الثقافي والمجتمعي تجاه أهمية الرياضة للمرأة وصحتها وعقلها أيضًا من خلال المنابر الاجتماعية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وتبني المبادرات الشبابية التي تحفز على ممارسة الرياضة بشكل يومي وجزء مهم من حياتنا اليومية ضمن منظومة عاداتنا وتقاليدنا بعيدًا عن أعين المتطفلين في أروقة أندية نسائية مكتملة التجهيزات.
نعم نحن فخورون بفتياتنا اللاتي تحملن الكثير من المصاعب والمشقات لتمثيل المملكة في دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل وهن يرتدين ثيابًا تمثل واقعنا وبيئتنا وتراثنا أمام العالم، لا نريد انسلاخًا عن هويتنا ولا نريد انغلاقًا وتسلطًا من أحد بفكر مظلم لا يريد بنا خيرًا.. نحن مجتمع نحب الحياة ونعمل من أجل غد أفضل ونسعى لنيل رضوان الله وفق دين نشأنا عليه لا يعرف التشدد والتنطع وربنا أمرنا بعمارة الأرض والسعي في مناكبها رجالاً نساء.
المرأة القوية هي من تنجب الرجال الأقوياء عقلاً وروحًا وجسدًا، فمدارسنا اليوم بمبانيها الجديدة وتصاميمها الحديثة تتضمن صالات رياضية وأجهزة متنوعة ومن خلال أندية الحي تمارس المرأة بعض الألعاب على استحياء وبدون مدربات خبيرات وإنما اجتهادات شخصية والكل في سعادة غامرة لأنهن تمكن من معاصرة اليوم الذي يكسر فيه حاجز الخوف من ممارسة الرياضة للفتيات.
اليوم وبعد تعيين سمو الأميرة ريمة الآمال زادت والطموحات ارتفعت ليتم إقرار حصص للرياضة ضمن الجدول الدراسي أسوة بالبنين واستحداث كليات معاهد متخصصة لتخريج مدربات مؤهلات من بنات الوطن وهن جديرات بالثقة.
حان الوقت لتشرق شمس الرياضة في حياة نساء الوطن من أجل الحياة المثالية والصحية ولن نسمح للظلاميين بأن يعيدونا إلى الوراء فنحن إلى الإمام متجهين صوب رؤية استشرافية لمستقبل واعد.
منى يوسف حمدان- المدينة السعودية-