تعيش المرأة العربية والسعودية على وجه الخصوص أشد مراحل التاريخ النسائي صعوبة بعد أن أصبحت الواجهة والشماعة التي يعلق عليها كل تيار وكل فكر وكل توجُّه مستجداته.
فإذا أردت الشهرة أو أردت عمل وسم يصل القمة في «تويتر» أو حساب متميز في «سناب» و«إنستجرام» فدع المرأة هي هدفك، تحدث عنها وعن قضاياها وعن حقوقها بما يتناسب مع فكرك وقناعاتك أنت، وكونك رجلاً فأنت مخول بطبيعة الحال بالتحدث عنها وتنصيب نفسك وصياً على حقوقها المزعومة.
فحين تصبح وزيراً لن تحصد المجد ما لم تتبنَّ جانباً من جوانب المرأة، وإن كنت كاتباً فلن تزداد متابعاتك حتى تفجر كلمات الدفاع عن النساء بلسان الوطنية والفكر، وأن تكون نكرة فارغاً وتود الولوج إلى عالم يعترف بك فيه الجميع فاعمل كثيراً من هاشتاقات الدفاع عن المرأة والتحدث بلسانها، وإن كنت عائلاً وتريد التميز على غيرك فمارس أي فكرة شاذة تجاه نسائك وسربها للإعلام ومواقع التواصل.
أصبحت «المرأة» حديث من لا حديث له وعمل من لا عمل له وموكلة لكل رجال الكون للتحدث بلسانها والدفاع عن حقوقها التي لم تطالب هي بها.
والأسوأ أن تظل المرأة صامتة في وجه هذا الموج الجارف من السيطرة والتحكم بمصيرها والعبث بشؤونها تارة نحو فكر وتارة نحو حق وأخرى نحو سلطة.
بل من النساء من انجرفت فعلياً بمعية الاتجاه الأقوى في اجتذابها مصدقة أن الهدف هو منحها حقوقها والانتصار لها من مجتمع يزعمون أنه هضمها حقوقها.
معمعة دينية وفكرية واجتماعية كبرى نعيشها في ظل هذا التخبط الذي كانت المرأة أداة لبعثرته.
أتحدث بلسان كل امرأة ما زالت تؤمن بأن حقها الحقيقي هو العيش كما كتب لها الله أن تعيش في إطار من الأنوثة والأمان، وأن التمرد لا يجلب حقاً بل يضيعه.
ولكل من ينصِّب نفسه محامياً أو بطلاً مناضلاً في معركة المرأة الحقوقية، فقط دع المرأة وشأنها وستنال حقوقها الفعلية بيدها.
تغريد العلكمي- الشرق السعودية-