يبدو أن دور الرجل ومكانته إلى زوال، فحتى الذي يحاول أن يهدد زوجته باللجوء إلى التعدد أصبح شخصا عنيفا وعدوا لحقوق المرأة. ما لا يعلمه من وضعوا هذا القانون هو أن الرجل الذي يهدد بالزواج من الثانية هو المسكين الذي لن يفعلها. القاعدة المتعارف عليها لدى الرجال هي أن الجعجعة في الغالب لا ينتج عنها الطحين.
لهذا يمكنني القول إن من وضع هذا القانون امرأة بالتأكيد وليس رجلا، ذلك أنه لو كان رجلا فسيعلم أن المهدد ما هو إلا مرغم يحاول أن يفرض صوته أو يثبت موقفه ولو من خلال التهديد والوعيد اللذين لن يصلا إلى الواقع.
لكن لماذا نستغرب أن تضع المرأة كل القوانين اليوم، وهي التي تحصل على كل شيء، ومع ذلك تدعي المظلومية. الرجل في العالم العربي وقع ضحية السمعة العنترية التي توحي بها مسلسلات الشام وطوال الشوارب، وواقع العالم الذي يعتمد على مفاهيم الحضارة الغربية كأساس للحكم على العلاقات الاجتماعية، وأهمها علاقات الزواج والأبناء.
بخلاف ما تدعيه تلك المسلسلات، الرجل هو أضعف الكائنات اليوم، ويستمر ضعفه مع تجذر الادعاءات التي تجعل منه الأسد الكاسر، لكن كل من يعرف حال الغابة يعلم أن اللبوءة هي المسيطرة وصاحبة القرار في المنزل الذي يسمى بعرين الأسد رغم أن ما للأسد منه لا يتجاوز الاسم.
تستمر المرأة في دعوى المظلومية كلما حصلت على مزيد من القوة والقرار في بيتها لتستطيع الحصول على مزيد من الحقوق، لذلك تجد أن الرجل يفقد مركزه بالتدريج مع تقدمه في السن، لتتركز القرارات بيد الست هانم.
صحيح أن هناك من يحاولون أن يرسخوا سيطرة الرجل في المنزل، وكثير منهم يقفون مع الرجل ظالما أو مظلوما، وهم على قناعة أن الرجل هو العاقل والمسؤول وصاحب القرار. هؤلاء هم من يدفعون ببعض الشباب الصغار في السن نحو الغلو والتشدد واستخدام العنف في العلاقة الزوجية لعلمهم أن هناك من يحميهم، لكن النتيجة تكون في النهاية إلى خسارة الحياة لزوجية برمتها.
هنا تصبح قضايا النساء المظلومات نتيجة هذه المعادلة هي المسيطرة على الواجهة الإعلامية، وتختفي حالات الكثير ممن ليس لهم أمل في أن يظهروا سوى من خلال التهديد، فقد قيل "الصيت ولا الغنى".
علي الجحلي- الاقتصادية السعودية-