تضامن واسع، شهده موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في الكويت، مع الناشطة والمغردة «سارة الدريس»، عقب قرار النيابة بحبسها 24 ساعة.
وسلمت المغردة «الدريس»، نفسها للسلطات، اليوم، على خلفية قرار من النيابة الكويتية لاتهامها بنشر تغريدات تمس بالذات الأميرية والمقام السامي.
«الدريس»، علقت على قرار ضبطها، قبل تسلميها لنفسها بالقول: «صدور أمر إلقاء القبض عليّ يبين حجم التعسف، تذكروا أن إيمانكم بالحرية يظهر بموقف كهذا، فإن كان سقوطنا سريعًا واستهدافنا سهلاً، أرجوكم أكملوا الطريق».
وأشارت «الدريس» إلى أنها وضحت أكثر من مرة قصدها حينما كتبت مجموعة من التغريدات ذكرت «المتردية والنطيحة»، بأنها كانت تقصد هؤلاء السذج الذين يعايرونا بالعفو الذي حصلت عليه.
وأضافت «الدريس»: «سأسلم نفسي للنيابة وأتمنى ألا يتم التعسف معي وحبسي، فلست مجرمة مخدرات ولم أقم بجريمة مادية ولا يُخشى مني».
وبحسب صحيفة «القبس» الكويتية، قررت النيابة العامة، الأحد، حجز «الدريس» إلى الغد لاستكمال التحقيق معها في قضية أمن دولة.
التغريدات الأزمة
وكانت «الدريس» قالت في سلسلة تغريدات عبر حسابها على موقع التدوين المصغر «تويتر»: «لما صدر العفو وطلعت من السجن، سنة والسذج يقولون لي اشكري اللي عفى عنج، كل ما كتبت شي قالوا انتي ما تتوبين؟، لأنه عفى صرت في خانة المسيء».
وتابعت: «مع إن المفروض أن لا أسجن أساسًا، كيف نسجن ظلمًا على رأي، ويعفى عن المظلوم وكأنه مسيء، بصراحه أنا أرى في عدم شمول مسلم البراك بالعفو خير له، فلا يتكرم أو يتفضل عليه أحد مثل ما حدث معنا، وأنا أثق تمام الثقة بقوته وصبره».
وأضافت: «أقول هذا لأن صدر علي عفو وأعرف جيدًا الشعور لما يتكرم عليك المتردية والنطيحة، ومحبة في مسلم البراك وأجده أعز وأكرم من أن يوضع في هكذا موضع».
ثم كشفت «الدريس»، ماذا تقصد بكلمتي «المتردية والنطيحة»، فقالت: «المتردية والنطيحة تعود على السذج اللي في بداية تغريداتي، ولم أقصد فيها شخص الأمير، لا تجتزئون الكلام».
تضامن واسع
نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، دشنوا وسما بعنوان «متضامن مع سارة الدريس»، رفضوا فيه قرار ضبطها، وحبسها، وأعلنوا تضامنهم معها، مطالبين بالإفراج الفوري عنها.
فكتبت «دعاء»: «عيب يا كويت.. هذي بنتكم وهمها بلادها معقولة تحبسونها عشان عبرت.. هي امرأه مثقفة اعرفو قيمتها».
وأضاف «فواز فرحان»: «لا لمحاكمة النوايا.. نعم لحرية الكلمة».
فيما كتبت «علياء» ساخرة: «تفسيري الوحيد لتكرار القبض على سارة الدريس أنهم بيغيروا منها علشان أحلى منهم».
وتساءل «طارق العلوي»: «بعد التحقيق مع سارة حول تغريداتها.. هل هناك مبرر لحبسها احتياطيا؟.. بمعنى هل سيسفر هذا الحجز عن معلومات جديدة؟!».
واتفقت معه «نورا»: «هل سارة إدريس متهمة بقضية إرهاب كي يتم حجزها احتياطيا.. هذا ما بررته وزارة الداخلية لإعادة قانون الحجز الاحتياطي».
وأضاف «آسيا»: «سارة امرأة عظيمة شجاعة حُرة ، سارة ليست من دعاة الدمار و الإرهاب».
وتابع «ناصر»: «سُلطة تنتهك الدستور وتقمع الحريات وتزج الشباب بالسجن.. وعرائس الأمة لا أرى لا أتكلم لا أسمع».
وتمني «مادي»، أن «يكون هناك بابٌ خاص في الجنة لمن طالب بمصلحة وطنه بصدق فوجد نفسه خلف القضبان».
وتابع «العربي»: «من المفترض أن يُجعل منها قدوة للفتيات بدلا من العارضات والممثلات ،من المفترض أن تُكرّم فكيف تُسجن؟».
واستنكر «عوض المطيري»، القرار، وقال: «حكومة الكويت أكثر حكومة بالعالم حاكمت مغردين، كانت تهمهم أراء كتبوها هنا».
ووصفت «نورا»، ما حدث مع «سارة»، بالقول: «هذه لحظة عزاء على حرية التعبير في الخليج العربي».
وأضاف «نادر الروقي»: «حرية الكويت كانت مضرب مثل لنا في الخليج، والأن بدأت تتوسع حملة الإعتقالات اللي تمارسها السلطة ضد الشباب النشطاء».
وتابعت «سهير سعد»: «نرفض سياسة القمع ضد الشعوب أو الإعتقالات التعسفية ، الحرية لسارة وأمثالها».
بينما غرد «مجد الدهان»: «الكويت من منارة للحرية على ضفاف خليجنا إلى اعتقالات تعسفية تطال ألسنتها الكل بلا استثناء».
وأضاف «سلطان»: «هل يُعقل أن السلطة تُحاكم الناس على النوايا؟».
وتابعت «زينب سلطان»: «مع كل معتقلين الرأي.. ومؤمنة بأن الكلمة لايجب أن تسجن مهما كانت».
من هي «سارة الدريس»؟
و«سارة عبد الوهاب الدريس»، من مواليد يناير/ كانون الثاني 1987، وهي معلمة وناشطة كويتية ذات نشاط سياسي بارز، تميزت بسقف خطابها العالي، وهي أول سجينة رأي في تاريخ الكويت.
صدر بحقها حكم بالسجن لسنة وثمان شهور مع الشغل والنفاذ، في 17 يوليو/ تموز 2013، وخرجت من السجن بعفو أميري، بعدما اتهمت بقضية تتعلق بالذات الأميرية، وقضت محكمة الاستئناف بتأييد الحكم الصادر من الجنايات (أول درجة) بسجنها.
وجاء حكم حبس «الدريس» على خلفية اتهامها بقضية العيب بالذات الأميرية والإساءة لمسند الإمارة لتغريدات منسوبة لها عبر حسابها الشخصي على «تويتر».
وبعد صدور حكم تأييد حبس المغردة «الدريس»، أصدرت العديد من التيارات والجهات المعارضة بيانات تضامنية مع سجناء الرأي العام عامةً والناشطة سارة على وجه التحديد.
ثم اعتُقلت من جديد في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بتهمة المساس بمقام النبي «محمد».
تويتر-