لقد تقدمنا تقدماً ملحوظاً في شأن تمكين النساء في السعودية، وفي تغيير الثقافة الاجتماعية تجاه مجالات عديدة مثل الحق في التعليم والحق في العمل وتعاضد القرار السياسي مع الحراك المجتمعي.
وهكذا نرى رجلاً مسناً اليوم يقطع المسافات من قريته الصغيرة ليشق الزحام ويعافر ويقاوم حواجز الصد ليقف بين يدي وزير التعليم ليقول نريد مدرسة ثانوية لبناتنا.
اختفت الأمية من بين الفتيات الشابات بنسبة تصل إلى 100% وهذا إنجاز، تخرج الملايين من النساء وانخرطن في العمل وبلغت نسبة عمل المرأة في القطاع العام 38% وهي نسبة جيدة حتى وان كان أغلبهن معلمات ولكن هن اليوم يشاركن، وللنساء ثلاثون امرأة في مجلس الشورى يمثلن صوت النساء ويسعين بكل اجتهاد إلى توسيع دائرة مشاركة المرأة وإزالة العوائق أمام تمكينها.
القوى العاملة النسوية تحتاج المزيد من الدعم حتى تتمكن أكثر من الاستقلالية المادية التي تمنحها القوة كي تسهم أكثر في تنمية أسرتها في شتى الظروف التي يمكن أن تواجهها المرأة كأن تكون يتيمة أو أرملة أو مطلقة فالاستقلال المادي يخفف من العبء المادي على الدولة ويقلل من مشكلات العنف والتعدي والانحراف ومن ثم تقل الحاجة لدور ضيافة وخلافه.
لا بد من إلغاء كافة الاجتهادات البشرية التي لا أساس لها ولا مستند لها في الدين الإسلامي الذي يمثل المرجعية الراسخة لهذه البلاد حفظها الله، سواء في الحقوق أو الواجبات، فهي مواطن له كامل الأهلية، وما مبايعة النساء في سقيفة بني ساعد إلا دلالة على حقها المدني.
د. فاطمة العتيبي- الجزيرة السعودية-