أثارت توصية اللجنة الأمنية بمجلس الشورى السعودي ضرورة تعزيز وجود المرأة وتفعيل دورها في قطاعات الحرس الوطني خلال مناقشة التقرير السنوي لوزارة الحرس الوطني للعام المالي 1435- 1436هـ، العديد من الأعضاء، الذين رأوا أن التوصية تقحم المرأة في مجالات لا تناسبها.
وأوضحت نائب رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى «فاطمة القرني»، أن تقرير اللجنة الأمنية بمجلس الشورى التي أعدته بعد اطلاعها على تقرير وزارة الحرس الوطني، تضمن توصيات مهمة، ركزت إحداها على ضرورة تعزيز وجود المرأة وتفعيل دورها بشكل أوسع في قطاعات الحرس الوطني.
وقالت «القرني»: «لاحظت من مداخلات بعض الزملاء على توصيات اللجنة أن منهم من رأى في ذلك إقحاماً للمرأة في مجالات لا تناسبها، ومن هنا انطلق استدراكي وتعقيبي الموجز في أن مهمات وزارة الحرس الوطني ليست عسكرية بحتة، بل هي وغيرها من وزاراتنا الأمنية تتضمن قطاعات مختلفة للمرأة دور كبير وفاعل في أداء مسؤولياتها».
وأضافت: «المرأة ليست دخيلة على هذا المجال، بل إن لهذه الجهة باعتبارها «حرساً وطنياً» غايات ومهمات كثيرة قد تكون غابت عمّن توقف عند هذه التوصية».
وأكدت «القرني» أن المرأة جديرة بأن تشغل مساحة في الحرس الوطني، أكاديمياً وثقافياً وميدانياً، بل وأمنياً، ما قد يصل إلى المناصفة مع ما يشغله الرجل في القطاعات المختلفة.
وقالت: «المتتبع لعمل وزارة الحرس الوطني منذ إنشائها قبل عقود عدة بوصفها رئاسة وحتى الآن، يلاحظ بوضوح حرص القائمين عليها على تفعيل الوجود النسائي فيها، فعلى المستوى الثقافي يكفي أن يتأمل ما قدمه مهرجان الجنادرية، ومكتبة الملك عبدالعزيز، وغيرها من كيانات ثقافية تتبع الوزارة بشكل أو بآخر، من خدمات وطنية حضارية جلية، كانت المرأة المبدعة ركيزة أساسية من ركائز أدائها وتجسيدها واقعاً».
وتابعت: «أما على المستوى الأكاديمي المتخصص في المجال الصحي، الذي تميزت خدمات وزارة الحرس الوطني فيه، وتفوقت إقليمياً وعالمياً، ففي هذا المجال مستوى التأهيل والتدريب في كليات الحرس الصحية، ومستوى الابتعاث، وكذلك على مستوى العمل الفعلي في مستشفيات الحرس، وفي غيرها من مستشفيات المملكة، وفي كل هذه المستويات كان ولا يزال للمرأة وجودها المحتفى به، والمفعل بشكل يستحق الإشادة وطلب الاستزادة أيضاً».
وزادت «القرني»: «إذا ما توسعنا قليلاً ونظرنا للجانب الميداني العام فمنسوبو ومنسوبات وزارة الحرس الوطني مشاركون في الكثير من المناسبات الموسمية، كخدمة حجاج زوار الحرمين الشريفين، وكذلك في حالات الطوارئ المباغتة، كمواسم الأمطار وغيرها، مما يحتاج خدمات ميدانية عاجلة».
واستطردت: «ما سبق مجرد أمثلة لما يؤديه الوجود النسائي في قطاعات حرسنا الوطني، ولا أنسى (برنامج الأمان الأسري) الذي بدأنا نحصد ثمار تفعيله، وذلك نتيجة جهود ومساعٍ بدأت وتشكلت حتى استوى على سوقه من هذه الوزارة، التي حثنا تميزها في استثمار الطاقات النسائية المثابرة على الاستزادة».
الحياة السعودية-